Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 91, Ayat: 1-10)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية عند جميعهم قوله تعالى { والشّمْسِ وضُحاها } هذان قسمان : قَسَمٌ بالشمس ، وقَسَم بضحاها ، وفي ضحاها أربعة أوجه : أحدها : هو إشراقها ، قاله مجاهد . الثاني : هو إنبساطها ، قاله اليزيدي . الثالث : حرها ، قاله السدي . الرابع : هذا النهار ، قاله قتادة . ويحتمل خامساً : أنه ما ظهر بها من كل مخلوق ، فيكون القسم بها وبالمخلوقات كلها . { والقَمَرِ إذا تَلاها } ففيه وجهان : أحدهما : إذا ساواها ، قاله مجاهد . الثاني : إذا تبعها ، قاله ابن عباس . وفي اتباعه لها ثلاثة أوجه : أحدها : أول ليلة من الشهر إذا سقطت الشمس يرى القمر عند سقوطها ، قاله قتادة . الثاني : الخامس عشر من الشهر يطلع القمر مع غروب الشمس ، قاله الطبري . الثالث : في الشهر كله فهو في النصف الأول يتلوها ، وتكون أمامه وهو وراءها ، وإذا كان في النصف الأخير كان هو أمامها وهي وراءه ، قاله ابن زيد . ويحتمل رابعاً : أنه خلفها في الليل ، فكان له مثل ما لها في النهار لأن تأثير كل واحد منهما في زمانه ، فللشمس النهار . وللقمر الليل . { والنّهارِ إذا جَلاَها } فيه وجهان : أحدهما : أضاءها ، يعني الشمس لأن ضوءها بالنهار يجلي ظلمة الليل ، قاله مجاهد . الثاني : أظهرها ، لأن ظهور الشمس بالنهار ، ومنه قول قيس بن الخطيم : @ تجلب لنا كالشمس بين غمامةٍ بدا حاجبٌ منها وضنّتْ بحاجب @@ ويحتمل ثالثاً : أن النهار جلّى ما في الأرض من حيوانها حتى ظهر لاستتاره ليلاً وانتشاره نهاراً . { والليل إذا يَغْشاها } فيه وجهان : أحدهما : أظلمها ، يعني الشمس ، وهو مقتضى قول مجاهد . الثاني : يسترها ، ومنه قول الخنساء : @ أرْعَى النجومَ وما كُلِّفْتُ رِعْيَتَها وتارةً أتغشى فَضْلَ أطْماري @@ { والسّماءِ وما بَناها } فيه وجهان : أحدهما : والسماء وبنائها ، قاله قتادة . الثاني : معناه ومن بناها وهو الله تعالى ، قاله مجاهد والحسن . ويحتمل ثالثاً : والسماء وما في بنائها ، يعني من الملائكة والنجوم ، فيكون هذا قسَماً بما في السماءِ ، ويكون ما تقدمه قسَماً بما في الأرض . { والأرْضِ وما طَحَاهَا } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه بَسطها ، قاله سفيان وأبو صالح . الثاني : معناه قسَمها ، قاله ابن عباس . الثالث : يعني ما خلق فيها ، قاله عطية العوفي ، ويكون طحاها بمعنى خلقها ، قال الشاعر : @ وما تَدري جذيمةُ مَنْ طحاها ولا من ساكنُ العَرْشِ الرّفيع @@ ويحتمل رابعاً : أنه ما خرج منها من نبات وعيون وكنوز ، لأنه حياة لما خلق عليها . { ونَفْسٍ وما سَوَّاها } في النفس قولان : أحدهما : آدم ، ومن سواها : الله تعالى ، قاله الحسن . الثاني : أنها كل نفس . وفي معنى سواها على هذا القول وجهان : أحدهما : سوى بينهم في الصحة ، وسوى بينهم في العذاب جميعاً ، قاله ابن جريج . الثاني : سوى خلقها وعدل خلقها ، قاله مجاهد . ويحتمل ثالثاً : سوّاها بالعقل الذي فضّلها به على جميع الحيوانات . { فأَلْهَمَهَا فجُورَها وتَقْواها } في " ألهمها " تأويلان : أحدهما : أعلمها ، قاله مجاهد . الثاني : ألزمها ، قاله ابن جبير . وفي " فجورها وتقواها " ثلاثة تأويلات : أحدها : الشقاء والسعادة ، قاله مجاهد . الثاني : الشر والخير ، قاله ابن عباس . الثالث : الطاعة والمعصية ، قاله الضحاك . ويحتمل رابعاً : الرهبة والرغبة لأنهما داعيا الفجور والتقوى . وروى جوبير عن الضحاك عن ابن عباس أن النبي عليه السلام كان إذا قرأ هذه الآية " فألهمها فجورها وتقواها " رفع صوته : اللهم آتِ نفسي تقواها ، أنت وليها ومولاها ، وأنت خير من زكّاها . { قد أفْلَحَ مَن زكّاها } على هذا وقع القسم ، قال ابن عباس : فيها أحد عشر قسماً . وفيه وجهان : أحدهما : قد افلح من زكى الله نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال . الثاني : قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال . وفي زكاها وجهان : أحدهما : طهّرها ، وهو قول مجاهد . الثاني : أصلحها ، وهو قول سعيد بن جبير . { وقد خابَ من دَسّاها } فيه وجهان : أحدهما : على ما قضى وقد خاب من دسّى الله نفسه . الثاني : من دسّى نفسه . وفي " دسّاها " سبعة تأويلات : أحدها : أغواها وأضلها ، قاله مجاهد وسعيد بن جبير ، لأنه دسّى نفسه في المعاصي ، ومنه قول الشاعر : @ وأنت الذي دَسْيت عَمْراً فأصْبَحَتْ حلائلهم فيهم أراملَ ضُيّعاً @@ الثاني : إثمنها وفجورها ، قاله قتادة . الثالث : خسرها ، قاله عكرمة . الرابع : كذبها ، قاله ابن عباس . الخامس : أشقاها ، قاله ابن سلام . السادس : جنبها في الخير ، وهذا قول الضحاك . السابع : أخفاها وأخملها بالبخل ، حكاه ابن عيسى .