Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 98, Ayat: 1-8)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { لم يَكُنِ الّذِينَ كَفَروا مِنْ أهْلِ الكِتابِ والمُشْرِكينَ مُنفَكِّينَ } معناه لم يكن الذين كفروا من اليهود والنصارى الذين هم أهل الكتاب ، ولم يكن المشركون الذين هم عبدة الأوثان من العرب ، وغيرهم الذين ليس لهم كتاب … " منفكين " فيه أربعة تأويلات : أحدها : لم يكونوا منتهين عن الشرك { حتى تأتيهم البَيِّنَةُ } حتى يتبين لهم الحق . وهذا قول ثان : لم يزالوا مقيمين على الشرك والريبة حتى تأتيهم البينة ، يعنى الرسل ، قاله الربيع . الثالث : لم يفترقوا ولم يختلفوا أن الله سيبعث إليهم رسولاً حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم وتفرقوا ، فمنهم من آمن بربه ، ومنهم من كفر ، قاله ابن عيسى . الرابع : لم يكونوا ليتركوا منفكين من حجج الله تعالى ، حتى تأتيهم البينة التي تقوم بها عليهم الحجة ، قال امرؤ القيس : @ إذا قُلْتُ أَنْفَكَّ مِن حُبّها أبى عالقُ الحُبِّ إلا لُزوما @@ وفي " البيّنة " ها هنا ثلاثة أوجه : أحدها : القرآن ، قاله قتادة . الثاني : الرسول الذي بانت فيه دلائل النبوة . الثالث : بيان الحق وظهور الحجج . وفي قراءة أبيّ بن كعب : ما كان الذي كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين ، وفي قراءة ابن مسعود : لم يكن المشركون وأهل الكتاب منفكين . { رسولٌ مِن الله } يعني محمداً . { يَتْلُواْ صُحُفاً مُطَهّرَةً } يعني القرآن . ويحتمل ثانياً : يتعقب بنبوته نزول الصحف المطهرة على الأنبياء قبله . وفي { مطهرة } وجهان : أحدهما : من الشرك ، قاله عكرمة . الثاني : مطهرة الحكم بحسن الذكر والثناء ، قاله قتادة . ويحتمل ثالثاً : لنزولها من عند الله . { فيها كُتُبٌ قَيِّمةٌ } فيه وجهان : أحدهما : يعني كتب الله المستقيمة التي جاء القرآن بذكرها ، وثبت فيه صدقها ، حكاه ابن عيسى . الثاني : يعني فروض الله العادلة ، قاله السدي . { وما تَفَرَّقَ الّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ } يعني اليهود والنصارى . { إلاّ مِن بَعْدِ ما جاءتْهم البْيِّنَةُ } فيه قولان : احدهما : القرآن ، قاله أبو العالية . الثاني : محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن شجرة . ويحتمل ثالثاً : البينة ما في كتبهم من صحة نبوته . { وما أُمِروا إلاّ ليَعْبُدوا الله مُخْلِصينَ له الدِّينَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : مُقِرِّين له بالعبادة . الثاني : ناوين بقلوبهم وجه الله تعالى في عبادتهم . الثالث : إذا قال لا إله إلا الله أن يقول على أثرها " الحمد لله " ، قاله ابن جرير . ويحتمل رابعاً : إلا ليخلصوا دينهم في الإقرار بنبوته . { حُنفاءَ } فيه ستة أوجه : أحدها : متبعين . الثاني : مستقيمين ، قاله محمد بن كعب . الثالث : مخلصين ، قاله خصيف . الرابع : مسلمين ، قاله الضحاك ، وقال الشاعر : @ أخليفة الرحمنِ إنا مَعْشرٌ حُنفاءُ نسجُدُ بُكرةً وأصيلاً @@ الخامس : يعني حجّاجاً ، قاله ابن عباس ؛ وقال عطية العوفي : إذا اجتمع الحنيف والمسلم كان معنى الحنيف الحاج وإذا انفرد الحنيف كان معناه المسلم ، وقال سعيد بن جبير : لا تسمي العرب الحنيف إلا لمن حج واختتن . السادس : أنهم المؤمنون بالرسل كلهم ، قاله أبو قلابة . { ويُقيموا الصّلاةَ ويُؤْتُوا الزّكاةَ وذلكَ دينُ القَيِّمَةِ } وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه وذلك دين الأمة المستقيمة . الثاني : وذلك دين القضاء القيم ، قاله ابن عباس . الثالث : وذلك الحساب المبين ، قاله مقاتل . ويحتمل رابعاً : وذلك دين من قام لله بحقه . { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَوْلَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ ٱلْبَرِيَّةِ * إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ هُمْ خَيْرُ ٱلْبَرِيَّةِ * جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رِّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }