Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 27-30)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا } ، أي : لهم مثها ، كما قال : { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا } [ الأنعام : 160 ] . { وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ } ، و « من » صلة ، أي : ما لهم من الله عاصم ، { كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ } ، ألبست ، { وُجُوهُهُمْ قِطَعاً } ، جمع قطعة ، { مِّنَ ٱلْلَّيْلِ مُظْلِماً } ، نصبت على الحال دون النعت ، ولذلك لم يقل : مظلمة ، تقديره : قِطَعاً من الليل في حال ظلمته ، أو قطعاً من الليل المظلم . وقرأ ابن كثير والكسائي ويعقوب : « قِطْعاً » ساكنة الطاء ، أي بعضاً ، كقوله : { بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ } [ هود : 81 ] . { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } . قوله تعالى : { وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ } ، [ أي : الزمُوا مكانَكم ] ، { أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ } ، يعني : الأوثان ، معناه : ثم نقول للذين أشركوا : الزمُوا أنتم وشركاؤكم مكانَكم ، ولا تبرحوا . { فَزَيَّلْنَا } ميّزنا وفرّقنا { بَيْنَهُمْ } ، أي : بين المشركين وشركائهم ، وقَطَعْنَا ما كان بينهم من التواصل في الدنيا ، وذلك حين يتبرأ كل معبودٍ من دون الله ممن عبده ، { وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ } ، يعني : الأصنام ، { مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } ، بطلبتنا فيقولون : بلى ، كنا نعبدكم ، فتقول الأصنام : { فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } ، أي : ما كنا عن عبادتكم إيّانا إلا غافلين ، ما كنا نسمع ولا نبصر ولا نعقل . قال الله تعالى : { هُنَالِكَ تَبْلُواْ } ، أي : تُختبر . وقيل : ومعناه تعلم وتقف عليه ، وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب : « تتلو » بتاءين ، أي : تقرأ ، { كُلُّ نَفْسٍ } ، صحيفتَها . وقيل : معناه تتبع كل نفس ، { مَّآ أَسْلَفَتْ } ، ما قدّمتْ من خير أو شر . وقيل : معناه تعاين ، { وَرُدُّوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ } ، إلى حكمه فيتفرد فيهم بالحكم ، { مَوْلاَهُمُ ٱلْحَقِّ } ، الذي يتولى ويملك أمورهم : فإن قيل : أليس قد قال : { وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ } [ محمد : 11 ] ؟ قيل : المولى هناك بمعنى الناصر ، وهاهنا بمعنى المالك ، { وَضَلَّ عَنْهُمْ } ، زال عنهم وبطل ، { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } ، في الدنيا من التكذيب .