Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 37-41)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَا كَانَ هَـٰذَا ٱلْقُرآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، قال الفرَّاء : معناه : وما ينبغي لمثل هذا القرآن أنْ يُفتَرى من دون الله ، كقوله تعالى : { وَمَا كَانَ لِنَبِىٍّ أَنْ يَغُلَّ } [ آل عمران : 161 ] وقيل : « أنْ » بمعنى اللام ، أي : وما كان هذا القرآنُ لِيُفترَى من دُونِ اللّهِ . قوله : { وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ } ، أي : بين يدي القرآن من التوراة والإِنجيل . وقيل : تصديق الذي بين يدي القرآن من القيامة والبعث ، { وَتَفْصِيلَ ٱلْكِتَابِ } ، تبيين ما في الكتاب من الحلال والحرام والفرائض والأحكام ، { لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } . { أَمْ يَقُولُونَ } ، وقال أبو عبيدة : « أم » بمعنى الواو ، أي : ويقولون ، { ٱفْتَرَاهُ } ، اختلق محمد القرآن من قِبَلِ نفسه ، { قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ } ، شبه القرآن { وَٱدْعُواْ مَنِ ٱسْتَطَعْتُمْ } ، ممن تعبدون ، { مِن دُونِ ٱللَّهِ } لِيُعِينُوكم على ذلك ، { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ، أن محمداً افتراه ، ثم قال : { بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ } ، يعني : القرآن ، كذبوا به ولم يحيطوا بعلمه ، { وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ } ، أي : عاقبة ما وعد اللّهُ في القرآن ، أنه يؤول إليه أمرهم من العقوبة ، يريد : أنهم لم يعلموا ما يؤول إليه عاقبة أمرهم . { كَذَلِكَ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، أي : كما كذب هؤلاء الكفار بالقرآن كذلك كذَّب الذين من قبلهم من كفار الأمم الخالية ، { فَٱنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } ، آخر أمر المشركين بالهلاك . { وَمِنهُمْ مَّن يُؤْمِنُ بِهِ } ، أي : من قومك من يؤمن بالقرآن ، { وَمِنْهُمْ مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ } ، لعلم الله السابق فيهم ، { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِٱلْمُفْسِدِينَ } ، الذين لا يُؤمنُون . { وَإِن كَذَّبُوكَ } ، يا محمد ، { فَقُل لِّي عَمَلِى } ، وجزاؤه ، { وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ } ، وجزاؤه ، { أَنتُمْ بَرِيۤئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } ، هذا كقوله تعالى : { لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } [ القصص : 55 ] { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } [ الكافرون : 6 ] . قال الكلبي ومقاتل : هذه الآية منسوخة بآية الجهاد . ثم أخبر أن التوفيق للإِيمان به لا بغيره .