Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 60-63)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } ، أيحسبون أنّ الله لا يؤاخذهم به ولا يعاقبهم عليه ، { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } . قوله عزّ وجلّ : { وَمَا تَكُونُ } . يامحمد ، { فِي شَأْنٍ } ، عمل من الأعمال ، وجمعه شُؤون ، { وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ } ، من الله ، { مِن قُرْآنٍ } ، نازلٍ ، وقيل : منه أي من الشأن من قرآن ، نزل فيه ثم خاطبه وأمته فقال : { وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } ، أي : تدخلون وتخوضون فيه ، الهاء عائدة إلى العمل ، والإِفاضة : الدخول في العمل . وقال ابن الأنباري : تندفعون فيه . وقيل : تُكْثِرون فيه . والإِفاضة : الدفع بكثرة . { وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ } ، يغيب عن ربك ، وقرأ الكسائي « يَعْزِب » بكسر الزاي ، وقرأ الآخرون بضمها ، وهما لغتان . { مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ } ، أي : مثقال ذرة ، و « من » صلة والذرة هي : النملة الحميراء الصغيرة . { فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِى ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ } ، أي : من الذرة ، { وَلاۤ أَكْبَرَ } ، قرأ حمزة ويعقوب : برفع الراء فيهما عطفاً على موضع المثقال قبل دخول « من » ، وقرأ الآخرون بنصبهما ، إرادة للكسرة عطفاً على الذرة في الكسر ، { إِلاَّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ } ، وهو اللوح المحفوظ . قوله تعالى : { أَلاۤ إِنَّ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } واختلفوا فيمن يستحق هذا الاسم . قال بعضهم : هم الذين ذكرهم الله تعالى فقال : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } ، وقال قوم : هم المتحابّون في الله عزّ وجلّ . أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي ، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفَّار ، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن [ ابن ] أبي حسين عن شهر بن حوشب ، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " « إنّ للّهِ عباداً ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيّون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة » ، قال : وفي ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه ورمى بيديه ثم قال : حدَّثْنَا يارسول الله عنهم من هم ؟ قال : فرأيتُ في وجه النبي صلى الله عليه وسلم البِشْرَ ، فقال : « هُمْ عبادٌ مِن عبادِ اللّهِ من بلدانٍ شتّى وقبائل ، لم يكن بينهم أرحام يتواصلون بها ، ولا دنيا يتباذلون بها ، يتحابون بروح الله ، يجعل الله وجوههم نوراً ، ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الرحمن ، يفزع الناس ولا يفزعون ، ويخاف الناس ولا يخافون » " . ورواه عبدالله بن المبارك عن عبدالحميد بن بهرام قال : حدثنا شهر بن حوشب ، حدثني عبدالرحمن بن غنم عن أبي مالك عن أبي مالك الأشعري ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ! مَنْ أولياءُ الله ؟ قال : الذين إذا رُؤوا ذُكِرَ الله " . ويُروَى عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى : " إن أوليائي من عبادي الذين يُذْكَرُون بذكري وأُذْكَرُ بذكرِهم " .