Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 79-83)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ٱئْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } . { فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ } . { فَلَمَّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ } ، قرأ أبو عمرو وأبو جعفر : « آلسحر » ، بالمدّ على الاستفهام وقرأ الآخرون بلا مدّ ، يدل عليه قراءة ابن مسعود « ما جئتُم بِهِ سحرٌ » بغير الألف واللام . { إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } . { وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } ، بآياته ، { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } . { فَمَآ آمَنَ لِمُوسَىٰ } ، لم يصدَّق موسى مع ما آتاهم به من الآيات ، { إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ } ، اختلفوا في الهاء التي في « قومه » ، قيل : هي راجعة إلى موسى ، وأراد بهم مؤمني بني إسرائيل الذين كانوا بمصر وخرجوا معه . قال مجاهد : كانوا أولاد الذين أرسل إليهم موسى من بني إسرائيل ، هلك الآباء وبقي الأبناء . وقال الآخرون : الهاء راجعة إلى فرعون . وروى عطية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : هم ناسٌ يسيرٌ من قوم فرعون آمنوا ، منهم امرأة فرعون ، ومؤمن آل فرعون ، وخازن فرعون ، وامرأة خازنه ، وماشطته ، وعن ابن عباس رواية أخرى : أنهم كانوا سبعين ألف بيت من القبط من آل فرعون ، وأمهاتهم من بني إسرائيل فجعل الرجل يتبع أمه وأخواله . وقيل : هم قوم نجوا من قتل فرعون ، وذلك أن فرعون لما أمر بقتل أبناء بني إسرائيل كانت المرأة ، من بني إسرائيل إذا ولدت إبناً وهبته لقبطية خوفاً من القتل ، فنشؤوا عند القبط ، وأسلموا في اليوم الذي غُلِبَت السحرة . قال الفرَّاء : سُمّوا ذرية ؛ لأن آباءهم كانوا من القبط وأمهاتهم من بني إسرائيل ، كما يقال لأولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن : الأبناء ، لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم . { عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ } ، قيل : أراد بفرعون آل فرعون ، أي : على خوف من آل فرعون وملئهم ، كما قال : { وَٱسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] أي : أهل القرية . وقيل : إنما قال : « وملئهم » وفرعون واحد لأن الملك إذا ذكر يفهم منه هو وأصحابه ، كما يُقال قدم الخليفة يُراد هو ومن معه . وقيل : أراد ملأ الذرية ، فإن ملأهم كانوا من قوم فرعون . { أَن يَفْتِنَهُمْ } . أي : يصرفهم عن دينهم ولم يقل يفتنوهم لأنه أخبر عن فرعون وكان قومه على مثل ما كان عليه فرعون ، { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ } ، لمتكبر ، { فِي ٱلأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } ، المجاوزين الحدّ ، لأنه كان عبداً فادّعى الربوبية .