Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 106, Ayat: 1-1)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ } قرأ أبو جعفر : " لِيَلافِ " بغير همز " إِلا فِهم " طلباً للخفة ، وقرأ ابن عامر { لالآف } بهمزة مختلسة من غير ياء بعدها ، على وزن لغلاف , وقرأ الآخرون بهمزة مشبعة وياء بعدها ، واتفقوا - غير أبي جعفر - في " إيلافهم " أنها بياء بعد الهمزة , إلا عبد الوهاب بن فليح عن ابن كثير فإنه قرأ : " إِلْفِهِمْ " ساكنة اللام بغير ياء . وعدَّ بعضهم سورة الفيل وهذه السورة واحدة ؛ منهم أُبَيّ بن كعب , لا فصل بينهما في مصحفه ، وقالوا : اللام في " لإيلاف " تتعلق بالسورة التي قبلها ، وذلك أن الله تعالى ذكَّر أهل مكة عظيم نعمته عليهم فيما صنع بالحبشة ، وقال : { لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ } . وقال الزجَّاج : المعنى : جعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش ، أي يريد اهلاك أهل الفيل لتبقى قريش ، وما ألفوا من رحلة الشتاء الصيف . وقال مجاهد : ألفوا ذلك فلا يشق عليهم في الشتاء والصيف . والعامة على أنهما سورتان , واختلفوا في العلة الجالبة للام في قوله : " لإيلاف " , قال الكسائي , والأخفش : هي لام التعجب ، يقول : اعجبوا لإيلاف قريش رحلة الشتاء والصيف ، وتركهم عبادة ربِّ هذا البيت ، ثم أمرهم بعبادته كما تقول في الكلام لزيد وإكرامنا إياه على وجه التعجب ، اعجبوا لذلك . والعرب إذا جاءت بهذه اللام اكتفوا بها دليلاً على التعجب من إظهار الفعل منه . وقال الزجَّاج : هي مردودة إلى ما بعدها , تقديره : فليعبدوا ربَّ هذا البيت لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف . وقال ابن عيينة : لنعمتي على قريش . وقريش هم ولد النضر بن كنانة ، وكل من ولده النضر فهو قرشي ، ومن لم يلده النضر فليس بقرشي . أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني , أخبرنا أبو محمد محمد بن علي بن محمد بن شريك الشافعي , أخبرنا عبد الله بن مسلم أبو بكر الجوربذي , حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي , أخبرنا بشر بن بكر عن الأوزاعي , حدثني شداد أبو عمار , حدثنا واثلة بن الأسقع , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى من كنانةَ قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم " . وسموا قريشاً من القرش , والتقرُّش وهو التكسب والجمع ، يقال : فلان يقرش لعياله ويقترش أي يكتسب , وهم كانوا تجاراً حراصاً على جمع المال والإفضال . وقال أبو ريحانة : سأل معاويةُ عبدَ الله بن عباسٍ : لِمَ سُميت قريش قريشاً ؟ قال : لدابة تكون في البحر من أعظم دوابه يقال لها القرش لا تمر بشيء من الغث والسمين إلا أكلته ، وهي تأكل ولا تؤكل ، وتعلو ولا تعلى ، قال : وهل تعرف العربُ ذلك في أشعارها ؟ قال : نعم ، فأنشده شعر الجمحي :