Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 108, Ayat: 3-3)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّ شَانِئَكَ } ، عدوك ومبغضك ، { هُوَ ٱلأبتر } ، هو الأقلُّ الأذلُّ المنقَطِعُ دابره . نزلت في العاص بن وائل السهمي ؛ وذلك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من باب المسجد , وهو يدخل , فالتقيا عند باب بني سهم وتحدَّثا ، وأناسٌ من صناديد قريش جلوس في المساجد , فلما دخل العاص قالوا له : منِ الذي كنتَ تتحدثُ معه ؟ قال : ذلك الأبتر يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان قد توفي ابنٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجةَ رضي الله عنها . وذكر محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان قال : كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دعوه لنا فإنه رجل أبتر ، لا عَقِبَ له فإذا هلك انقطع ذِكْرُه ، فأنزل الله تعالى هذه السورة . وقال عكرمة عن ابن عباس : نزلت في كعب بن الأشرف وجماعةٍ من قريش ، وذلك أنه لما قَدِم كعبٌ مكة قالت له قريش : نحن أهلُ السِّقايةِ والسِّدَانة ، وأنت سيِّدُ أهل المدينة , فنحن خيرٌ أم هذا الصنبور المُنْبَتِر من قومه ؟ فقال : بل أنتم خيرٌ منه ، فنزلت : { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَـٰبِ يُؤْمِنُونَ بِٱلْجِبْتِ وَٱلطَّـٰغُوتِ } [ النساء : 51 ] الآية ، ونزل في الذين قالوا إنه أبتر : { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَر } أي المنقطع من كل خير .