Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 109, Ayat: 1-6)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ } , إلى آخر السورة . نزلت في رهط من قريش منهم : الحارث بن قيس السهمي ، والعاص بن وائل , والوليد بن المغيرة ، والأسود بن عبد يغوث ، والأسود بن المطلب بن أسد ، وأمية بن خلف ، قالوا : يا محمد هلمَّ فاتبعْ ديننا ونتبع دينك ونشركُك في أمرنا كلِّه ، تعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة ، فإن كان الذي جئت به خيراً كنا قد شركناك فيه وأخذنا حظَّنا منه ، وإن كان الذي بأيدينا خيراً كنت قد شركتنا في أمرنا وأخذت بحظِّك منه ، فقال : معاذ الله أن أشرك به غيره ، قالوا : فاستلم بعض آلهتنا نصدقك ونعبد إلهك ، فقال : حتى أنظر ما يأتي من عند ربي ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ } إلى آخر السورة ، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش ، فقام على رؤوسهم ثم قرأها عليهم حتى فرغ من السورة ، فأيسوا منه عند ذلك وآذوه وأصحابه . ومعنى الآية : { لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } ، في الحال . { وَلاَ أَنتُمْ عَـٰبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } ، في الحال ، { وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ } ، في الاستقبال ، { وَلاَ أَنتُمْ عَـٰبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ } في الاستقبال . وهذا خطاب لمن سبق في علم الله أنهم لا يؤمنون . وقوله : { مَآ أعْبُدُ } أي : مَنْ أعبد ، لكنه ذكره لمقابلة : { مَا تعبدون } . ووجه التكرار : قال أكثر أهل المعاني : هو أن القرآن نزل بلسان العرب ، وعلى مجاز خطابهم ، ومن مذاهبهم التكرار , إرادة التوكيد والإفهام ، كما أن من مذاهبهم الاختصار إرادة التخفيف والإيجاز . وقال القتيبي : تكرار الكلام لتكرار الوقت ، وذلك أنهم قالوا : إنْ سرَّك أن ندخل في دينك عاماً فادخل في ديننا عاماً , فنزلت هذه السورة . { لَكُمْ دِينُكُمْ } ، الشرك ، { وَلِىَ دِينِ } . الإسلام ، قرأ ابن كثير , ونافع , وحفص : " وليَ " بفتح الياء ، والآخرون بإسكانها . وهذه الآية منسوخة بآية السيف .