Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 66-69)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَـٰلِحاً وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا } ، بنعمة منّا ، { وَمِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذٍ } ، أي : من عذابه وهوانه ، قرأ أبو جعفر ونافع والكسائي : « خزي يومَئذ » و « عذاب يومَئذ » ، بفتح الميم . وقرأ الباقون بالكسر . { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْعَزِيزُ } . { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، كفروا ، { ٱلصَّيْحَةُ } ، وذلك أنّ جبريل عليه السلام صاح صيحة واحدة فهلكوا جميعاً . وقيل : أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة وصوت كل شيء في الأرض ، فتقطعت قلوبهم في صدورهم . وإنما قال : « وأخذ » الصيحةُ مؤنثة ، لأن الصيحة بمعنى الصياح . { فَأَصْبَحُواْ فِى دِيَارِهِمْ جَـٰثِمِينَ } ، صَرْعَى هلكَى . { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا } ، يقيموا ويكونوا فيها { أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ } ، قرأ حمزة وحفص ويعقوب : « ثمودَ » غير منون ، وكذلك في سورة الفرقان والعنكبوت والنجم ، ووافق أبو بكر في النجم ، وقرأ الباقون بالتنوين ، وقرأ الكسائي : « لثمودٍ » بخفض الدال والتنوين ، والباقون بنصب الدال ، فمن جرّه فلأنه اسم مذكر ، ومن لم يجرّه جعله اسماً للقبيلة . قوله تعالى : { وَلَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَٰهِيمَ بِٱلْبُـشْرَىٰ } ، أراد بالرسل الملائكة . واختلفوا في عددهم ، فقال ابن عباس وعطاء : كانوا ثلاثة : جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل . وقال الضحاك : كانوا تسعة . وقال مقاتل : كانوا اثنى عشر مَلَكاً . وقال محمد بن كعب : كان جبريل ومعه سبعة . وقال السدي : كانوا أحد عشر مَلَكاً على صورة الغلمان الوضاء وجوههم . { بِٱلْبُـشْرَىٰ } بالبشارة بإسحاق ويعقوب . وقيل : بإهلاك قوم لوط . { قَالُواْ سَلَـٰماً } ، أي : سلّمُوا سلاماً ، { قَالَ } إبراهيم { سَلَـٰمٌ } ، أي عليكم سلام : وقيل : هو رفع على الحكاية ، كقوله تعالى : { وَقُولُواْ حِطَّةٌ } [ البقرة : 85 والأعراف : 161 ] ، وقرأ حمزة والكسائي « سِلْم » هاهنا وفي سورة الذاريات بكسر السين بلا ألف . قيل : هو بمعنى السلام . كما يقال : حِل وحَلال ، وحِرم وحَرام . وقيل : هو بمعنى الصلح ، أي : نحن سلم أي صلح لكم غير حرب . { فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } ، والحنيذ والمحنوذ : هو المشوي على الحجارة في خَدٌّ من الأرض ، وكان سميناً يسيل دسماً ، كما قال في موضع آخر : { فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } [ الذاريات : 26 ] : قال قتادة : كان عامة مال إبراهيم البقر .