Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 79-81)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ } ، يالوط ، { مَا لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ } ، أي : لسن أزواجاً لنا فنستحقهن بالنكاح . وقيل : معناه مَالَنا فيهنّ من حاجة وشهوة . { وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } ، من إتيان الرجال . { قَالَ } ، لهم لوط عند ذلك : { لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً } ، أراد قوة البدن ، أو القوة بالأتباع ، { أَوْ ءَاوِىۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } ، أي : انضم إلى عشيرةٍ مانعة . وجواب « لو » مضمر أي لقاتلناكم وحُلْنا بينكم وبينهم قال أبو هريرة : ما بعث الله بعده نبياً إلا في منعة من عشيرته . أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو اليمان ، أنبأنا شعيب بن أبي حمزة ، أنبأنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال : " يغفرُ اللَّهُ للوطٍ إنْ كانَ لَيأوي إلى رُكنٍ شديدٍ " قال ابن عباس وأهل التفسير : أغلق لوط بابه والملائكة معه في الدار ، وهو يناظرهم ويناشدهم من وراء الباب ، وهم يعالجون تسوّرَ الجدار ، فلما رأتِ الملائكة ما يلقى لوطٌ بسببهم : { قَالُواْ يَٰلُوطُ } ، إن رُكنك لشديد ، { إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ } ، فافتح الباب ودعنا وإيَّاهم ، ففتح الباب فدخلوا فاستأذن جبريل ربَّه عزّ وجلّ في عقوبتهم ، فأذن له ، فقام في الصورة التي يكون فيها فنشر جناحه وعليه وشاح من دُرٍّ منظوم ، وهو بَرَّاق الثنايا ، أجلَى الجبين ، ورأسه حُبُك مثل المرجان ، كأنه الثلج بياضاً وقدماه إلى الخضرة ، فضرب بجناحه وجوههم فطمس أعينهم وأعماهم ، فصاروا لا يعرفون الطريق ولايهتدون إلى بيوتهم فانصرفوا وهم يقولون : النجاء النجاء ، فإن في بيت لوط أسحر قوم في الأرض سحرونا ، وجعلوا يقولون : يالوط كما أنت حتى تصبح فسترى ما تلقى منّا غداً ، يُوعِدُونه ، فقال لوط للملائكة : متى موعد إهلاكهم ؟ فقالوا : الصبح ، قال : أريد أسرع من ذلك فلو أهلكتموهم الآن ، فقالوا : { أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } ؟ ثم قالوا ، { فَأَسْرِ } ، يا لوط ، { بِأَهْلِكَ } . قرأ أهل الحجاز : « فاسْرِ وأنِ اسْرِ » بوصل الألف حيث وقع في القرآن من سرى يسري ، وقرأ الباقون بقطع الألف من أسرى يسري ، ومعناهما واحد وهو المسير بالليل . { بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلْلَّيْلِ } ، قال ابن عباس : بطائفة من الليل . وقال الضحاك : ببقية . وقال قتادة : بعد مُضِيِّ أوله وقيل : إنه السحر الأول . { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ } ، قرأ ابن كثير وأبو عمرو : « امرأتُك » برفع التاء على الاستثناء من الالتفات ، أي : لا يلتفت منكم أحدٌ إلا امرأتُك فإنها تلتفت فتهلك ، وكان لوط قد أخرجها معه ، ونهى من تبعه ، ممن أسرى بهم أن يلتفت ، سوى زوجته ، فإنها لما سمعت هدة العذاب التفتت ، وقالت : يا قوماه ، فأدركها حجر فقتلها . وقرأ الآخرون : بنصب التاء على استثناء من الإِسراء ، أي : فأسر بأهلك إلا امرأتك فلا تَسْر بِهَا وخلِّفْها مع قومها ، فإنّ هَوَاهَا إليهم ، وتصديقُه قراءة ابن مسعود : « فأسْر بأهلك بقطع من الليل إلاّ امرأتك ولا يلتفتْ منكم أحد » . { إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ } ، من العذاب ، { إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ } ، أي : موعد هلاكهم وقت الصبح ، فقال لوط : أريد أسرع من ذلك ، فقالوا : { أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ } .