Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 110, Ayat: 3-3)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِٰبَا } ، فإنك حينئذ لاحقٌ به . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا أبو النعمان , حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر , عن سعيد بن جبير عن ابن عباسٍ قال : كان عمر يُدْخِلني مع أشياخ بدر فقال بعضهم : لِمَ تُدْخِل هذا الفتى معنا ولنا أبناءٌ مثله ؟ فقال : إنه ممَّن قد علمتم ، قال : فدعاهم ذاتَ يوم ودعاني معهم ، قال : وما رأيتُه دعاني يومئذ إلا لِيُرِيَهم مني ، فقال : ما تقولون في قوله : { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } حتى ختم السورة ؟ فقال بعضهم : أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا جاء نصرنا وفتح علينا ، وقال بعضهم : لا ندري ، ولم يقل بعضهم شيئاً ، فقال لي : يا ابن عباس أكذلك تقول ؟ قلت : لا ، قال : فما تقول ؟ قلت : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه به : { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } فتح مكة ، فذلك علامة أجلك { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِٰبَا } ، فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تعلم . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثني عثمان بن أبي شيبة , حدثنا جرير عن منصور عن أبي الضّحى عن مسروقٍ , عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أن يقولَ في ركوعه وسجوده : " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي " يتأوَّل القرآن . أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر , أخبرنا عبد الغافر بن محمد بن عيسى الجلودي , حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان , حدثنا مسلم بن الحجاج , حدثنا محمد بن المثنى , حدثني عبد الأعلى , حدثنا داود عن عامر , عن مسروقٍ , عن عائشة ؛ قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ من قول : " سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه " ، قالت : فقلت يا رسول الله ، أراك تكثر من قول : " سبحان الله وبحمده , أستغفر الله وأتوب إليه ؟ " فقال : أخبَرَني ربي أني سأرى علامةً في أمتي ، فإذا رأيتَها أكْثِرْ من قول : سبحان الله وبحمده , أستغفر الله وأتوب إليه ، فقدْ رأيتُها : { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ } ، فالفتح فتح مكة ، { وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابَا } " . قال ابن عباس : لما نزلت هذه السورة علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه نُعيتْ إليه نفسه . قال الحسن : أعلم أنه قد اقترب أجله فأُمَر بالتسبيح والتوبة , ليختم له بالزيادة في العمل الصالح . قال قتادة ومقاتل : عاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه السورة سنتين .