Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 112, Ayat: 1-2)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } , روى أبو العالية عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : انسب لنا ربَّك ، فأنزل الله تعالى هذه السورة . وروى أبو ظبيان , وأبو صالح , عن ابن عباسٍ : " أن عامر بن الطفيل وأَرْبَدَ بنَ ربيعةَ أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر : إلاَمَ تدعونا يا محمد ؟ قال : إلى الله قال : صِفْهُ لنا أمن ذهب هو ؟ أم من فضة ؟ أم من حديد ؟ أم من خشب ؟ فنزلت هذه السورة " فأهلك الله أربد بالصاعقة وعامر بن الطفيل بالطاعون . وقد ذكرناه في سورة الرعد . وقال الضحاك , وقتادة ومقاتل : جاء ناسٌ من أحبار اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : صِفْ لنا ربك يا محمد لعلَّنا نؤمن بك ، فإن الله أنزل نعته في التوراة ، فأخبرنا من أي شيء هو ؟ وهل يأكل ويشرب ؟ ومن يرث منه ؟ فأنزل الله هذه السورة . { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } أي واحد ، ولا فرق بين الواحد والأحد ، يدل عليه قراءة ابن مسعود : قل هو الله الواحد . { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } ، قال ابن عباس , ومجاهد , والحسن , وسعيد بن جبير : " الصمد " الذي لا جوف له . قال الشعبي : الذي لا يأكل ولا يشرب . وقيل : تفسيره ما بعده , روى أبو العالية عن أُبيّ بن كعب قال : " الصمد " الذي لم يلد ولم يولد ؛ لأن من يولد سيموت , ومن يرث يورث منه . قال أبو وائل شقيقُ بن سلمة : هو السيد الذي قد انتهى سُؤدُده , وهو رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قال : هو السيد الذي قد كمل في جميع أنواع السؤدد . وعن سعيد بن جبير أيضاً : هو الكامل في جميع صفاته وأفعاله . وقيل : هو السيد المقصود في الحوائج . وقال السدي : هو المقصود إليه في الرغائب المستغاث به عند المصائب ، تقول العرب : صمدت فلاناً أصمده صمْداً - بسكون الميم - إذا قصدته ، والمقصود : صمَد بفتح الميم . وقال قتادة : " الصمد " الباقي بعد فناء خلقه . وقال عكرمة : " الصمد " الذي ليس فوقه أحد ، وهو قول علي . وقال الربيع : الذي لا تعتريه الآفات . قال مقاتل بن حيان : الذي لا عيب فيه .