Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 113, Ayat: 1-1)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ } , قال ابن عباس , وعائشة - رضي الله عنهما - : كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فدبت إليه اليهود ، فلم يزالوا به حتى أخذ مُشَاطة رأسِ النبي صلى الله عليه وسلم وعدَّة أسنانٍ من مشطه ، فأعطاها اليهود فسحروه فيها ، وتولَّى ذلك لَبِيدُ بن الأَعْصمِ , رجلٌ من اليهود ، فنزلت السورتان فيه . أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي , أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي , حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم , حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أنس بن عياض عن هشام عن أبيه عن عائشة " أن النبي صلى الله عليه وسلم : طُبَّ حتى إنه ليُخَيَّل إليه أنه قد صنع شيئاً وما صنعه , وأنه دعا ربه , ثم قال : أَشَعَرْتِ أن الله تعالى أَفْتانِي فيما استفتيتُه فيه ، فقالت عائشة : وما ذاك يا رسولَ الله ؟ قال : جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رِجْلَيَّ ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وَجَعُ الرَّجُل ؟ قال الآخر : هو مَطْبُوبٌ ، قال : من طّبَّه ؟ قال : لَبِيدُ بنُ الأَعْصَمِ ، قال : في ماذا ؟ قال في مُشْطٍ ومُشَاطة وجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ ، قال : فأين هو ؟ قال : في ذَرْوَانَ - وذروانُ بئرٌ في بني زُرَيْقٍ - قالت عائشة : فأتاها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم , ثم رجع إلى عائشة ، فقال : والله لكأنَّ ماءها نُقَاعةُ الحِنَّاء , ولكأنَّ نخلَها رؤوسُ الشياطين , قالت : فقلت له : يا رسول الله هلاَّ أخرجتَه ؟ قال : " أما أنا فقد شفاني الله , فكرهت أن أُثِير على الناس به شراً " . وروي أنه كان تحت صخرة في البئر , فرفعوا الصخرة وأخرجوا جُفَّ الطلعة , فإذا فيه مشاطة رأسه , وأسنان مشطه : أخبرنا المطهر بن علي الفارسي , أخبرنا محمد بن إبراهيم الصالحاني , حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ الحافظ , أخبرنا ابن أبي عاصم , حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة , حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال : سَحَرَ النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ من اليهود ، قال : فاشتكى لذلك أياماً ، قال : فأتاه جبريل ، فقال : إن رجلاً من اليهود سحرك وعقد لك عقداً ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً فاستخرجها فجاء بها ، فجعل كلما حلّ عقدة وجد لذلك خفة ، فقام رسول الله كأنما نشط من عقال ، فما ذكر ذلك لليهود ولا رأوه في وجهه قط . قال مقاتل والكلبي : كان في وتر عُقِد عليه إحدى عشرة عقدة . وقيل : كانت العُقَدُ مغروزة بالإبرة ، فأنزل الله هاتين السورتين وهما إحدى عشرة آية ؛ سورة الفلق خمس آيات ، وسورة الناس ست آيات ، كلما قرئت آية انحلَّت عقدة ، حتى انحلت العُقدُ كلُّها ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال . وروي : أنه لبث فيه ستة أشهر واشتد عليه ثلاث ليال ، فنزلت المعوذتان : أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر , أخبرنا عبد الغافر بن محمد , أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي , حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان , حدثنا مسلم بن الحجاج , حدثنا بشر بن هلال الصواف , حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن صهيب , عن أبي نضرة , عن أبي سعيد : " أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد اشتكيتَ ؟ قال : نعم ، فقال : " بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك والله يشفيك " . قوله عزّ وجلّ : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلْفَلَقِ } ، أراد بالفلق : الصبح وهو قول جابر بن عبد الله والحسن , وسعيد بن جبير , ومجاهد , وقتادة , وأكثر المفسرين ، وهي رواية العوفي عن ابن عباس بدليل قوله : { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } . وروي عن ابن عباس : إنه سجن في جهنم . وقال الكلبي : وادٍ في جهنم . وقال الضحاك : يعني الخلق ، وهي رواية الوالبي عن ابن عباس ، والأول هو المعروف .