Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 1-3)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الۤر تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } ، أي : البيِّن حلالُه وحرامه ، وحدوده وأحكامه . قال قتادة : مبين والله بركتُه وهداه ورشدُه ، فهذا مِنْ بان أي : ظهر . وقال الزجَّاج : مبيّنٌ الحَقَّ من الباطل والحلال من الحرام ، فهذا من أبان بمعنى أظهر . { إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ } يعني الكتاب ، { قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } ، أي : أنزلناه بلغتكم ، لكي تعلموا معانيه ، وتفهموا ما فيه . { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ } ، أي : نقرأ ، { أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } ، والقاصُّ هو الذي يتبع الآثار ويأتي بالخبرعلى وجهه . معناه : نبيّن لك أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية أحسن البيان . وقيل : المراد منه : قصة يوسف عليه السلام خاصة ، سمّاها أحسن القصص لِمَا فيها من العِبَر والحِكَمِ والنُّكَتِ والفوائد التي تصلح للدِّين والدنيا ، من سِيَرِ الملوك والمماليك ، والعلماء ، ومكر النساء ، والصبر على أذى الأعداء ، وحسن التجاوز عنهم بعد الالتقاء ، وغير ذلك من الفوائد . قال خالد ابن معدان : سورة يوسف وسورة مريم يتفكه بهما أهل الجنة في الجنة . وقال ابن عطاء : لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح لها . قوله عز وجل : { بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } ، « ما » المصدر ، أي : بإيحائنا إليك ، { هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ وَإِن كُنتَ } ، وقد كنت ، { مِن قَبْلِهِ } ، أي : قبل وحينا ، { لَمِنَ ٱلْغَـٰفِلِينَ } ، لمن الساهين عن هذه القصة لاتعلمها . قال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زماناً فقالوا : يارسول الله لو حدثتنا ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ } [ الزمر : 23 ] ، فقالوا : يارسول الله لو قصصتَ علينا ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ ٱلْقَصَصِ } ، فقالوا : يا رسول الله لو ذكرتنا ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ } [ الحديد : 16 ] .