Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 59-62)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فذلك قوله عزَّ وجلّ : { وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ } ، أي : حمَّل لكل واحد بعيراً بعدتهم ، { قَالَ ٱئْتُونِى بِأَخٍ لَّكُمْ مِّنْ أَبِيكُمْ } ، يعني : بنيامين ، { أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّىۤ أُوفِى ٱلْكَيْلَ } . أي : أُتمه ولا أبخس الناس شيئاً ، فأزيدكم حمل بعير لأجل أخيكم ، وأكرم منزلتكم وأحسن إليكم ، { وَأَنَاْ خَيْرُ ٱلْمُنْزِلِينَ } ، قال مجاهد : أي خير المضيفين . وكان قد أحسن ضيافتهم . { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِى بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِى } ، أي : ليس لكم عندي طعام أكيله لكم { وَلاَ تَقْرَبُونِ } ، أي : لا تقربوا داري وبلادي بعد ذلك وهو جزم على النهي . { قَالُواْ سَنُرَٰوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ } ، أي : نطلبه ونسأله أن يرسله معنا ، { وَإِنَّا لَفَـٰعِلُونَ } ، ما أمرتنا به . { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ } ، قرأ حمزة والكسائي وحفص : { لفتيانه } بالألف والنون ، وقرأ الباقون : { لفتيته } بالتاء من غير ألف ، يريد لغلمانه ، وهما لغتان مثل الصبيان والصبية ، { ٱجْعَلُواْ بِضَـٰعَتَهُمْ } ثمن طعامهم وكانت دراهم . وقال الضحاك عن ابن عباس : كانت النعال والأدم . وقيل : كانت ثمانية جرب من سويق المقل . والأول أصحْ { فِى رِحَالِهِمْ } ، أوعيتهم ، وهي جمع رحل ، { لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَآ إِذَا ٱنْقَلَبُوۤاْ } ، انصرفوا ، { إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } . واختلفوا في السبب الذي فعله يوسف من أجله ، قيل : أراد أن يريهم كرمه في رد البضاعة وتقديم الضمان في البرّ والإِحسان ، ليكون أدعى لهم إلى العود ، لعلّهم يعرفونها ، أي : كرامتهم علينا . وقيل : رأى لؤماً في أخذ ثمن الطعام من أبيه وإخوته مع حاجتهم إليه ، فردَّه عليهم من حيث لا يعلمون تكرُّماً . وقال الكلبي : تخوّف أن لا يكون عند أبيه من الورق ما يرجعون به مرة أخرى . وقيل : فعل ذلك لأنه علم أن ديانتهم تحملهم على ردّ البضاعة نفياً للغلط ولا يستحلون إمساكها .