Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 67-68)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالَ } ، لهم يعقوب : لمَا أرادوا الخروج من عنده ، { يَٰبَنِىَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ } ، وذلك أنه خاف عليهم العين ؛ لأنهم كانوا أعطوا جمالاً وقوّةً وامتداد قامةٍ ، وكانوا ولد رجل واحد ، فأمرهم أن يتفرقوا في دخولهم لئلا يصابوا بالعين ، فإن العين حق ، وجاء في الأثر : " إنّ العينَ تُدخلُ الرجلَ القبرَ والجملَ القدرَ " وعن إبراهيم النخعي : أنه قال ذلك لأنه كان يرجو أن يروا يوسف في التفرق . والأول أصح . ثم قال : { وَمَآ أُغْنِى عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَىْءٍ } ، معناه : إن كان الله قضى فيكم قضاء فيصيبكم مجتمعين كنتم أو متفرقين ، فإن المقدور كائن والحذر لا ينفع من القدر ، { إِنِ ٱلْحُكْمُ } ، ما الحكم ، { إِلاَّ لِلَّهِ } ، هذا تفويض يعقوب أموره إلى الله ، { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } ، اعتمدتُ ، { وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } . { وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم } أي : من الأبواب المتفرقة . وقيل : كانت المدينة مدينة الفرماء ولها أربعة أبواب ، فدخلوها من أبوابها ، { مَّا كَانَ يُغْنِى } ، يدفع { عَنْهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَىْءٍ } ، صَدقَ اللَّهُ تعالى يعقوبَ فيما قال ، { إِلاَّ حَاجَةً } ، مراداً ، { فِى نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَآ } ، أشفق عليهم إشفاق الآباء على أبنائهم وجرى الأمر عليه ، { وَإِنَّهُ } ، يعني : يعقوب عليه السلام ، { لَذُو عِلْمٍ } ، يعني : كان يعمل ما يعمل عن علم لا عن جهل ، { لِّمَا عَلَّمْنَاهُ } ، أي : لتعليمنا إيّاه . وقيل : إنه لعامل بما علم . قال سفيان : من لا يعمل بما يعلم لا يكون عالماً . وقيل : وإنه لذو حفظ لِمَا علّمنَاه . { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ، ما يعلم يعقوب لأنهم لم يسلكوا طريق إصابة العلم . قال ابن عباس : لا يعلم المشركون ما ألهم الله أولياءه .