Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 80-80)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّا ٱسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ } ، أي : أيسوا من يوسف أن يجيبهم إلى ما سألوه . وقال أبو عبيدة : استيأسوا استيقنوا أن الأخ لا يُرد إليهم . { خَلَصُواْ نَجِيّاً } ، أي : خلا بعضهم ببعض يتناجون ويتشاورون لا يخالطهم غيرهم . والنجيُّ يصلح للجماعة كما قال هاهنا ويصلح للواحد كقوله : { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } [ مريم : 52 ] ، وإنما جاز للواحد والجمع لأنه مصدر جعل نعتاً كالعدل والزور ، ومثله النجوى يكون اسماً ومصدراً ، قال الله تعالى : { وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ } [ الاسراء : 47 ] ، أي : متناجون . وقال : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ } [ المجادلة : 7 ] ، وقال في المصدر : { إِنَّمَا ٱلنَّجْوَىٰ مِنَ ٱلشَّيْطَـٰنِ } [ المجادلة : 10 ] . { قَالَ كَبِيرُهُمْ } ، يعني : في العقل والعلم لا في السن . قال ابن عباس والكلبي : هو يهوذا وهو أعقلهم . وقال مجاهد : هو شمعون ، وكانت له الرئاسة على إخوته . وقال قتادة والسدي والضحاك : هو روبيل ، وكان أكبرهم في السن ، وهو الذي نهى الإِخوة عن قتل يوسف . { أَلَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقاً } ، عهداً . { مِّنَ ٱللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ } ، قصّرتم { فِى يُوسُفَ } . واختلفوا في محل { ما } ؛ قيل : هو نصب بإيقاع العلم عليه ، يعني : ألم تعلموا من قبل تفريطكم في يوسف . [ وقيل : وهو في محل رفع على الابتداء وتم الكلام عند قوله : { مِّنَ ٱللَّهِ } ثم قال { وَمِن قَبْلُ } هذا تفريطكم في يوسف ] . وقيل : { ما } صلة ، أي : ومن قبل هذا فرطتم في يوسف . { فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ } ، التي أنا بها وهي أرض مصر ، { حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِىۤ أَبِىۤ } ، بالخروج منها ويدعوني ، { أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ لِى } ، بردِّ أخي إليّ ، أو بخروجي وترك أخي . وقيل : أو يحكم الله لي بالسيف فأقاتلهم وأسترد أخي . { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَـٰكِمِينَ } ، أعدل مَنْ فَصَلَ بين الناس .