Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 89-90)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَـٰهِلُونَ } ، اختلفوا في السبب الذي حمل يوسف على هذا القول ، قال ابن إسحاق : ذكر لي أنهم لما كلموه بهذا الكلام أدركته الرقة فارفضَّ دمعُه ، فباح بالذي كان يكتم منهم . وقال الكلبي : إنما قال ذلك حين حكى لإِخوته أن مالك بن ذعر قال إني وجدت غلاماً في بئر من حاله كيت وكيت ، فابتعته بكذا درهماً فقالوا : أيها الملك ، نحن بعنا ذلك الغلام ، فغاظ يوسف ذلك وأمر بقتلهم فذهبوا بهم ليقتلوهم ، فولى يهوذا وهو يقول كان يعقوب يحزن ويبكي لفقد واحد منا حتى كفّ بصره ، فكيف إذا أتاه قتل بنيه كلهم ؟ ثم قالوا له : إن فعلت ذلك فابعث بأمتعتنا إلى أبينا فإنه بمكان كذا وكذا ، فذلك حين رحمهم وبكى ، وقال ذلك القول . وقيل : قاله حين قرأ كتاب أبيه إليه فلم يتمالك البكاء ، فقال : هل علمتُم ما فعلتُم بيوسف وأخيه إذْ فرقتُم بينهما ، وصنعتُم ما صنعتُم إذ أنتُم جاهلون بما يؤل إليه أمر يوسف ؟ وقيل : مذنبون عاصون . وقال الحسن : إذ أنتم شباب ومعكم جهل الشباب . فإن قيل : كيف قال ما فعلتم بيوسف وأخيه ، وما كان منهم إلى أخيه ، وهم لم يسعوا في حبسه ؟ قيل : قد قالوا له في الصاع ما يزال لنا بلاء ، وقيل : ما رأينا منكم يابني راحيل خيراً . وقيل : لما كانا من أم واحدة كانوا يؤذونه من بعد فقد يوسف . { قَالُواْ أَءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ } ، قرأ ابن كثير وأبو جعفر : { إنَّك } على الخبر ، وقرأ الآخرون على الاستفهام . قال ابن إسحاق : كان يوسف يتكلم من وراء ستر فلم قال يوسف : هل علمتم ما فعلتم ، كشف عنهم الغطاء ورفع الحجاب ، فعرفوه . وقال الضحاك عن ابن عباس : لما قال هذا القول تبسّم فرأوا ثناياه كاللؤلؤ المنظوم فشبّهوه بيوسف ، فقالوا استفهاماً أئنّك لأنت يوسف ؟ وقال عطاء عن ابن عباس : إن أخوة يوسف لم يعرفوه حتى وضع التاج عن رأسه ، وكان له في قرنه علامة وكان ليعقوب مثلها ولإِسحاق مثلها ولسارة مثلها شبه الشامة ، فعرفوه فقالوا : أئنك لأنت يوسف . وقيل : قالوه على التوهم حتى ، { قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـٰذَآ أَخِى } ، بنيامين ، { قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ } ، أنعمَ الله علينا بأن جمع بيننا . { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ } ، بأداء الفرائض واجتناب المعاصي ، { وَيَصْبِرْ } ، عمّا حرّم الله عزّ وجلّ عليه . قال ابن عباس : يتقي الزنا ويصبر عن العزوبة . وقال مجاهد : يتقي المعصية ويصبر على السجن ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } .