Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 42-43)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ، يعني : من قبل مشركي مكة ، والمكر : إيصالُ المكروه إلى الإِنسان من حيث لا يشعر . { فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً } ، أي : عند الله جزاء مكرهم . وقيل : إن الله خالق مكرهم جميعاً ، بيده الخيرُ والشرُ ، وإليه النفع والضر ، فلا يضر مَكْرُ أحدٍ أحداً إلا بإذنه . { يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّـٰرُ } ، قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو { الكفار } على التوحيد ، وقرأ الآخرون { الكافّر } على الجمع . { لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } أي : عاقبة الدار الآخرة حين يدخلون النار ، ويدخل المؤمنون الجنة . { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِى وَبَيْنَكُمْ } ، إني رسوله إليكم { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَـٰبِ } ، يريد : مؤمني أهل الكتاب يشهدون أيضاً على ذلك . قال قتادة : هو عبدُ الله بنُ سلام . وأنكر الشعبي هذا وقال : السورة مكية ، وعبدُ الله بن سلام بالمدينة . وقال أبو بشر : قلت لسعيد بن جبير { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَـٰبِ } أهو عبدالله بن سلام ؟ فقال : وكيف يكون عبدالله بن سلام وهذه السورة مكية ؟ وقال الحسن ومجاهد : { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَـٰبِ } هو الله عزّ وجلّ ، يدلُّ عليه : قراءة عبدالله بن عباس ، { وَمَنْ عِندَهُ } ، بكسر الميم والدال ، أي : من عند الله عزّ وجلّ ، وقرأ الحسن وسعيد بن جبير { ومِنْ عندِه } بكسر الميم والدال { عُلِمَ الكتاب } على الفعل المجهول ، دليل هذه القراءة قوله تعالى : { وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً } [ الكهف : 65 ] وقوله : { ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } [ الرحمن : 1 - 2 ] .