Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 25-25)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ تُؤْتِىۤ أُكُلَهَا } ، تعطي ثمرها ، { كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا } والحين في اللغة هو الوقت . وقد اختلفوا في معناه هاهنا فقال مجاهد وعكرمة : الحين هاهنا : سنة كاملةٌ ، لأن النخلة تثمر كل سنة . وقال سعيد بن جبير وقتادة والحسن : ستة أشهر من وقت إطلاعها إلى صرامها . وروي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما . وقيل : أربعة أشهر من حين ظهورها إلى إدراكها . وقال سعيد بن المسيب : شهران من حين تؤكل إلى حين الصرام . وقال الربيع بن أنس : " كل حين " : أي : كل غدوة وعشية ، لأن ثمر النخل يؤكل أبداً ليلاً ونهاراً ، وصيفاً وشتاءً ، إما تمراً أو رُطَباً أو بُسْراً ، كذلك عملُ المؤمن يصعدُ أول النهار وآخره وبرَكةُ إيمانهِ لا تنقطع أبداً ، بل تصل إليه في كل وقت . والحكمةُ في تمثيل الإِيمان بالشجرة : لا تكون شجرة إلا بثلاثة أشياء : عِرق راسخ ، وأصل قائم ، وفرع عال ، كذلك الإِيمان لا يتم إلا بثلاثة أشياء : تصديق بالقلب ، وقول باللسان ، وعمل بالأبدان . أخبرنا أبو عبدالله محمد بن الفضل الخَرقي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبدالله الطيسفوني ، أنبأنا عبدالله بن عمر الجوهري ، أخبرنا أحمد بن علي الكشميهني ، حدثنا علي بن حجر ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، حدثنا عبدالله بن دينار أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ من الشجر شجرةً لا يسقط ورقُها ، وإنها مثل المسلم فحدِّثوني ما هي ؟ قال عبدالله : فوقع الناس في شجر البوادي ، ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ، ثم قالوا : حدِّثْنا ما هي يارسول الله ؟ قال : هي النخلة . قال عبدالله : فذكرتُ ذلك لعمر ، فقال : لأنْ تكون قلتَ هي النخلة كان أحبَّ إلي من كذا وكذا " . وقيل الحكمة في تشبيهها بالنخلة من بين سائر الأشجار : أن النخلة أشبه الأشجار بالإِنسان من حيثُ أنها إذا قطع رأسها يبست ، وسائر الأشجار تتشعب من جوانبها بعد قطع رؤوسها ولأنها تشبه الإِنسان في أنها لا تحمل إلا بالتلقيح ولأنها خلقت من فضل طينة آدم عليه السلام ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " " أكرموا عمتكم " قيل : ومن عمتنا ؟ قال : " النخلة " { وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } .