Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 27-27)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ } ، كلمة التوحيد ، وهي قول : لا إله إلا الله { فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } يعني قبل الموت ، { وَفِى ٱلأَخِرَةِ } ، يعني في القبر . هذا قول أكثر أهل التفسير . وقيل : { فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } عند السؤال في القبر ، { وَفِى ٱلأَخِرَةِ } عند البعث . والأول أصح . أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا شعبة ، أخبرني علقمة بن مرثد قال : سمعت سعد بن عبيدة ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فذلك قوله تعالى : { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلأَخِرَةِ } " . وأخبرنا إسماعيل بن عبدالقاهر ، أنبأنا عبدالغافر بن محمد ، أنبأنا محمد بن عيسى الجلودي ، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، أنبأنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة بهذا الإِسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ } قال : نزلت في عذاب القبر يقال له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، ونبيي محمد ، فذلك قوله تعالى : { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ } " الآية . وأخبرنا عبدالواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد ابن إسماعيل ، حدثنا عياش بن الوليد ، حدثنا عبدالأعلى ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ العبدَ إذا وُضِع في قبره ، وتولَّى عنه أصحابُه إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه مَلَكان ، فيُقْعِدانه ، فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ، لمحمد صلى الله عليه وسلم ؟ فأما المؤمن ، فيقول : أشهد أنه عبدالله ورسوله . فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار ، قد أبدلك الله به مقعداً من الجنة ، فيراهما جميعاً " قال قتادة : وذكر لنا أنه يُفْسَحُ له في قبره ، ثم رجع إلى حديث أنس قال : " وأما المنافقُ والكافر فيقال له : ما كنتَ تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس ، فيقال له : لا دَرَيْتَ ولا تَلَيْتَ ، ويُضْرَبُ بمطارقَ من حديدٍ ضربةً ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غيرَ الثَّقَلَيْن " . أخبرنا أبو الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي ، حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، أنبأنا أبو أحمد عبدالله بن عدي الحافظ ، حدثنا عبدالله بن سعيد ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا عنبسة بن سعيد بن كثير ، حدثني جدي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الميت يسمع حِسَّ النِّعال إذا ولَّى عنه الناس مُدْبِرين ، ثم يُجْلَسُ ويُوضَعُ كفنُه في عُنُقِه ثم يُسأل " . ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا قُبِر الميتُ أتاه مَلَكان أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما : المنكر ، وللآخر النَّكير ، فيقولان : ما كنتَ تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : هو عبدالله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبد الله ورسوله ، فيقولان له : قد كنا نعلم أنك تقولُ هذا ، ثم يُفْسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ، ثم ينوَّر له فيه ، ثم يقال : نمْ كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحبُّ أهله إليه ، حتى يبعثه الله تعالى ، وإن كان منافقاً أو كافراً قال : سمعت الناس يقولون قولاً فقلت مثله ، لا أدري ، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه ، فتختلف أضلاعه ، فلا يزال فيها معذَّباً حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك " . وروي عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ذكر قبض روح المؤمن وقال : " فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه في قبره فيقولان له من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ [ فيقول : ربي الله وديني الإِسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فينتهرانه ويقولان له الثانيةَ : من ربك وما دينك ومن نبيك ] وهي أخر فتنة تعرض على المؤمن فيثبته الله عزّ وجلّ ، فيقول : ربي الله وديني الإِسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فينادي منادٍ من السماء أنْ صَدَق عبدي ، قال : فذلك قوله تعالى : { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلأَخِرَةِ } " . أخبرنا الإِمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أنبأنا أبو العباس عبدالله بن محمد بن هارون الطيسفوني ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد الترابي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سيار القرشي ، حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء أبو إسحاق حدثنا هشام ابن يوسف حدثنا عبدالله بن يحيى عن هانىء مولى عثمان قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الرجل وقف عليه وقال : " استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل " . وقال عمرو بن العاص في سياق الموت وهو يبكي : فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار ، فإذا دفنتموني فسنُّوا علي التراب سناً ثم أقيموا حول قبري قدر ما ينحر جزور ويقسم لحمه حتى أستأنس بكم وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي . قوله تعالى : { وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّـٰلِمِينَ } أي : لا يهدي الله المشركين إلى الجواب بالصواب في القبر { وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } ، من التوفيق والخذلان والتثبيت وترك التثبيت .