Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 1-2)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الۤر } قيل معناه أنا الله أرى ، { تِلْكَ ءَايَـٰتُ ٱلْكِتَـٰبِ } ، أي : هذه آيات الكتاب ، { وَقُرْءَانٍ } أي : وآيات قرآن ، { مُّبِينٍ } ، أي : بيَّن الحلال من الحرام والحق من الباطل . فإن قيل : لِمَ ذكر الكتاب ثم قال { وَقُرْءَانٍ مُّبِينٍ } وكلاهما واحد ؟ قلنا : قد قيل كل واحد منهما يفيد فائدة أخرى ، فإن الكتاب : ما يكتب ، والقرآن : ما يجمع بعضه إلى بعض . وقيل : المراد بالكتاب : التوراة والإِنجيل ، وبالقرآن هذا الكتاب . { رُّبَمَا } قرأ أبو جعفر ونافع وعاصم بتخفيف الباء والباقون بتشديدها ، وهما لغتان ، ورُبَّ للتقليل وكم للتكثير ، ورُبَّ تدخل على الاسم ، وربما على الفعل ، يقال : رُبَّ رجل جاءني ، ورُبَمَا جاءني رجل ، وأدخل ما هاهنا للفعل بعدها . { يَوَدُّ } ، يتمنى ، { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } . واختلفوا في الحال التي يتمنى الكافر فيها الإِسلام . قال الضحاك : حالة المعاينة . وقيل : يوم القيامة . والمشهور أنه حين يخرج الله المؤمنين من النار . وروي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اجتمع أهل النار في النار ، ومعهم من شاء الله من أهل القبلة ، قال الكفار لمن في النار من أهل القبلة ، ألستم مسلمين ؟ قالوا بلى ، قالوا : فما أغنى عنكم إسلامكم وأنتم معنا في النار ؟ قالوا : كانت لنا ذنوب فأُخذنا بها ، فيغفر الله تعالى لهم بفضل رحمته ، فيأمر بكل من كان من أهل القبلة في النار فيخرجون منها ، فحينئذٍ يودُّ الذين كفروا لَوْ كانوا مسلمين " فإن قيل : كيف قال " ربما " وهي للتقليل وهذا التمني يكثر من الكفار ؟ قلنا : قد تذكر " ربما " للتكثير ، أو أراد : أن شغلهم بالعذاب لا يفرغهم للندامة إنما يخطر ذلك ببالهم أحياناً .