Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 121-124)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ شَاكِراً لأَِنْعُمِهِ ٱجْتَبَـٰهُ } ، اختاره ، { وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ، أي : إلى دين الحق . { وَءَاتَيْنَـٰهُ فِى ٱلْدُّنْيَا حَسَنَةً } ، يعني الرسالة والخلة وقيل : لسان الصدق والثناء الحسن . وقال مقاتل بن حيان : يعني الصلوات في قول هذه الأمة : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم . وقيل : أولاداً أبراراً على الكبر . وقيل : القبول العام في جميع الأمم . { وَإِنَّهُ فِى ٱلأَخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } ، مع آبائه الصالحين في الجنة . وفي الآية تقديم وتأخير مجازه : وآتيناه في الدنيا والآخرة حسنة ، وإنه لمن الصالحين . { ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ } ، يا محمد ، { أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا } ، حاجَّاً مسلماً ، { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } . وقال أهل الأصول : كان النبي صلى الله عليه وسلم مأموراً بشريعة إبراهيم إلا ما نسخ في شريعته ، وما لم ينسخ صار شرعاً له . قوله تعالى : { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } قيل : معناه إنما جعل السبت لعنةً على الذين اختلفوا فيه أي : خالفوا فيه . وقيل : معناه ما فرض الله عليهم تعظيم السبت وتحريمه إلا على الذين اختلفوا فيه أي : خالفوا فيه فقال قوم : هو أعظم الأيام ، لأن الله تعالى فرغ من خلق الأشياء يوم الجمعة ، ثم سبت يوم السبت . وقال قوم : بل أعظم الأيام يوم الأحد ، لأن الله تعالى ابتدأ فيه خلق الأشياء ، فاختاروا تعظيم غير ما فرض الله عليهم ، وقد افترض الله عليهم تعظيم يوم الجمعة . قال الكلبي : أمرهم موسى عليه السلام بالجمعة ، فقال : تفرَّغوا لله في كل سبعة أيام يوماً ، فاعبدوه يوم الجمعة ، ولا تعملوا فيه لصنعتكم ، وستة أيام لصناعتكم ، فأبوا وقالوا : لا نريد إلا اليوم الذي فرغ الله فيه من الخلق يوم السبت ، فجعل ذلك اليوم عليهم وشدَّد عليهم فيه ، ثم جاءهم عيسى عليه السلام بيوم الجمعة ، فقالوا : لا نريد أن يكون عيدهم بعد عيدنا - يعنون اليهود - فاتخذوا الأحد ، فأعطى الله الجمعةَ هذه الأمةَ ، فقبلوها وبُورك لهم فيها . أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي ، أنبأنا عبدالرزاق ، أنبأنا معمر عن همام بن منبه قال : حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " نحن الآخِرُون السابقون يوم القيامة ، بَيْدَ أنهم أُوتوا الكتاب من قبلنا ، وأُوتيناه من بعدهم ، فهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه ، فهدانا الله له ، فهم لنا فيه تَبَعُ ، فاليهود غداً ، والنصارى بعد غد " قال الله تعالى : { إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبْتُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } . قال قتادة : الذين اختلفوا فيه هم اليهود ، استحلَّه بعضُهم ، وحرّمه بعضهم . { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } .