Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 1-1)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَتَىٰ } أي : جاء ودَنَا وقَرُبَ ، { أَمْرُ ٱللَّهِ } ، قال ابن عرفة : تقول العرب : أتاك الأمر وهو متوقع بعد ، أي : أتى أمر الله وعداً فلا تستعجلوه وقوعاً . { أَمْرُ ٱللَّهِ } قال الكلبي وغيره : المراد منه القيامة . وقال ابن عباس : لما نزل قوله تعالى : { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ } [ القمر : 1 ] قال الكفار بعضهم لبعض : إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسِكُوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى تنظروا ما هو كائن ، فلما لم ينزل شيء قالوا : ما نرى شيئاً فنزل قوله { ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَـٰبُهُمْ } [ الأنبياء : 1 ] فأشفقوا ، فلما امتدَّتِ الأيام قالوا : يا محمد ما نرى شيئاً مما تخوفنا به فأنزل الله تعالى : { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ } فوثب النبي صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رؤوسهم وظنوا أنها قد أتت حقيقة فنزلت { فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } فاطمأنوا . والاستعجال : طلب الشيء قبل حينه . ولما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم : " بعثتُ أنا والساعة كهاتين ، وأشار بأصبعيه ، وإن كادت لتسبقني " . قال ابن عباس : كان بعث النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة ولما مرّ جبريل عليه السلام بأهل السموات مبعوثاً إلى محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : الله أكبر قامت الساعة . وقال قوم : المراد بالأمر هاهنا : عقوبة المكذبين والعذاب بالسيف ، وذلك أن النضر بن الحارث قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء فاستعجل العذاب ، فنزلت هذه الآية . وقتل النضر يوم بدر صبراً . { سُبْحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } ، معناه تعاظم بالأوصاف الحميدة عمّا يصفه به المشركون .