Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 3-7)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ تَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي : ارتفع عما يشركون . { خَلَقَ ٱلإِنسَـٰنَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ } ، جَدِلٌ بالباطل ، { مُّبِينٌ } . نزلت في أبيّ بن خلف الجمحي ، وكان ينكر البعث جاء بعظم رميم فقال : أتقول إن الله تعالى يحيي هذا بعد ما قد رمَّ ؟ كما قال جل ذكره { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِىَ خَلْقَهُ } [ يس : 78 ] ، نزلت فيه أيضاً . والصحيح أن الآية عامة ، وفيها بيان القدرة وكشف قبيح ما فعلوه ، من جحد نعم الله مع ظهورها عليهم . قوله تعالى : { وَٱلأَنْعَـٰمَ خَلَقَهَا } ، يعني الإِبل والبقر والغنم ، { لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ } يعني : من أوبارها وأشعارها وأصوافها ملابس ولُحفاً تستدفئون بها ، { وَمَنَـٰفِعُ } ، بالنسل والدر والركوب والحمل وغيرها ، { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } ، يعني لحومها . { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ } ، زينة ، { حِينَ تُرِيحُونَ } ، أي : حين تردونها بالعشي من مراعيها إلى مباركها التي تأوى إليها ، { وَحِينَ تَسْرَحُونَ } ، أي : تخرجونها بالغداة من مراحها إلى مسارحها ، وقدم الرواح لأن المنافع تؤخذ منها بعد الرواح ، ومالكَها يكون أعجب بها إذا راحت . { وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ } ، أحمالكم ، { إِلَىٰ بَلَدٍ } ، آخر غير بلدكم . قال عكرمة : البلد مكة ، { لَّمْ تَكُونُواْ بَـٰلِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ ٱلأَنفُسِ } ، أي : بالمشقة والجهد . والشق : النصف أيضاً أي : لم تكونوا بالغيه إلا بنقصان قوة النفس وذهاب نصفها . وقرأ أبو جعفر { بِشَقِّ } بفتح الشين ، وهما لغتان ، مثل : رطْل ورِطْل . { إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } ، بخلقه حيث جعل لكم هذه المنافع .