Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 68-69)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ } ، أي : ألهمها وقذف في أنفسها ، ففهمته ، والنَّحل زنابير العسل ، واحدتها نحلة . { أَنِ ٱتَّخِذِى مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ } ، يبنون ، وقد جرت العادة أن أهلها يبنون لها الأماكن ، فهي تأوي إليها ، قال ابن زيد : هي الكروم . { ثُمَّ كُلِى مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ } ، ليس معنى الكل العموم ، وهو كقوله تعالى : { وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍ } [ النمل : 23 ] . { فَٱسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً } . قيل : هي نعت الطرق ، يقول : هي مذللة للنحل سهلة المسالك . قال مجاهد : لا يتوعر عليها مكان سلكته . وقال آخرون : الذلل نعت النحل ، أي : مطيعة منقادة بالتسخير . يقال : إن أربابها ينقلونها من مكان إلى مكان ولها يعسوب إذا وقف وقفت وإذا سار سارت . { يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ } ، يعني : العسل { مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } ، أبيض وأحمر وأصفر . { فِيهِ شِفَآءٌ لِلنَّاسِ } ، أي : في العسل . وقال مجاهد : أي في القرآن ، والأول أولى . أنبأنا إسماعيل بن عبدالقاهر ، حدثنا عبدالغافر بن محمد ، حدثنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا محمد بن مثنى . أخبرنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد الخدري قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي استطلقَ بطنُه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ٱسقِهِ عسلاً ، فسقاه ثم جاء فقال : إني سقيتُه فلم يَزِدْهُ إلا استطلاقاً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاث مرات ، ثم جاء الرابعة فقال : اسقه عسلاً ، قال : قد سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صدق الله وكذب بطن أخيك " ، فسقاه فبرأ " . قال عبدالله بن مسعود : العسلُ شفاء من كل داء ، والقرآن شفاء لما في الصدور . وروي عنه أنه قال : عليكم بالشفاءين القرآن والعسل . { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } ، فيعتبرون .