Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 71-72)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِى ٱلْرِّزْقِ } ، بسط على واحدٍ ، وضيَّق على الآخر ، وقلّل وكثّر . { فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّى رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ } ، من العبيد ، { فَهُمْ فِيهِ سَوَآءٌ } ، أي : حتى يستووا هم وعبيدهم في ذلك . يقول الله تعالى : لا يرضون أن يكونوا هم ومماليكهم فيما رزقتهم سواء ، وقد جعلوا عبيدي شركائي في ملكي وسلطاني . يلزم به الحجة على المشركين . قال قتادة : هذا مَثَل ضربه الله عزّ وجلّ ، فهل منكم أحد يشركه مملوكه في زوجته وفراشه وماله ؟ أفتعدلون بالله خلقه وعباده ؟ ؟ { أَفَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } ، بالإِشراك به ، وقرأ أبو بكر بالتاء لقوله : " والله فضّل بعضَكم على بعض في الرزق " ، الآخرون بالياء لقوله : " فهم فيه سواء " . قوله تعالى : { واللهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجاً } ، يعني : النساء ، خلق من آدم زوجته حواء . وقيل : " من أنفسكم " أي : من جنسكم أزواجاً . { وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً } ، قال ابن مسعود ، والنخعي : الحفدة أختان الرجل على بناته . وعن ابن مسعود أيضاً : أنهم الأصهار ، فيكون معنى الآية على هذا القول : وجعل لكم من أزواجكم بنين وبنات ، تزوجونهم فيحصل بسببهم الأختان والأصهار . وقال عكرمة ، والحسن ، والضحاك : هم الخدم . قال مجاهد : هم الأعوان ، مَنْ أعانك فقد حفدك . وقال عطاء : هم ولد ولد الرجل ، الذين يعينونه ويخدمونه . وقال قتادة : مهنة يمتهنونكم ويخدمونكم من أولادكم . قال الكلبي ومقاتل : " البنين " : الصغار ، و " الحفدة " : كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله . وروى مجاهد ، وسعيد بن جبير عن ابن عباس : أنهم ولد الولد . وروى العوفي عنه : أنهم بنو امرأة الرجل ليسوا منه . { وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } ، من النِّعم والحلال ، { أَفَبِالبَاطِلِ } ، يعني الأصنام ، { يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } ؟ يعني التوحيد والإِسلام . وقيل : " الباطل " : الشيطان ، أمرهم بتحريم البَحِيْرَة ، والسائبة ، و " بنعمة الله " أي : بما أحلَّ الله لهم " يكفرون " : يجحدون تحليله .