Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 84-88)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا } ، يعني رسولاً { ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، في الاعتذار . وقيل : في الكلام أصلاً ، { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } ، يسترضون ، يعني : لا يكلفون أن يرضوا ربهم ، لأن الآخرة ليست بدار تكليف ، ولا يرجعون إلى الدنيا فيتوبون . وحقيقة المعنى في الاستعتاب : أنه التعرض لطلب الرضا ، وهذا الباب مُنسدٌّ في الآخرة على الكفار . { وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، كفروا ، { ٱلْعَذَابَ } ، يعني جهنّم ، { فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } . { وَإِذَا رَءَا ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } ، يوم القيامة ، { شُرَكَآءَهُمْ } ، أوثانهم ، { قَالُواْ رَبَّنَا هَـٰؤُلآءِ شُرَكَآؤُنَا ٱلَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْا مِن دُونِكَ } ، أرباباً ونعبدهم ، { فَأَلْقَوُاْ } ، يعني الأوثان ، { إِلَيْهِمُ ٱلْقَوْلَ } ، أي : قالوا لهم ، { إِنَّكُمْ لَكَـٰذِبُونَ } ، في تسميتنا آلهة ما دعوناكم إلى عبادتنا . { وَأَلْقَوْاْ } يعني المشركين { إِلَىٰ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ ٱلسَّلَمَ } ، استسلموا وانقادوا لحكمه فيهم ، ولم تُغْنِ عنهم آلهتهم شيئاً ، { وَضَلَّ } ، وزال ، { عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } ، من أنها تشفع لهم . { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، منعوا الناس عن طريق الحق { زِدْنَـٰهُمْ عَذَابًا فَوْقَ ٱلْعَذَابِ } ، قال عبدالله : عقارب لها أنياب أمثال النخل الطوال . وقال سعيد بن جبير : حيَّات أمثال البُخْت ، وعقارب أمثال البغال ، تلسع إحداهن اللسعةَ يجد صاحبُها حمَّتها أربعين خريفاً . وقال ابن عباس ومقاتل : يعني خمسة أنهار من صُفْرٍ مذاب كالنار تسيل من تحت العرش ، يعذبون بها ثلاثة على مقدار الليل واثنان على مقدار النهار . وقيل : إنهم يخرجون من حر النار إلى برد الزمهرير ، فيبادرون من شدة الزمهرير إلى النار مستغيثين بها . وقيل : يضاعف لهم العذاب . { بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } ، في الدنيا بالكفر وصدِّ الناس عن الإِيمان .