Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 103-105)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلاً } ، يعني : الذين أتعبوا أنفسهم في عملٍ يرجون به فضلاً ونَوالاً ، فنالوا هلاكاً وبواراً ، كمن يشتري سلعة يرجو عليها ربحاً فخسر وخاب سعيه . واختلفوا فيهم ، قال ابن عباس ، وسعد بن أبي وقاص : هم اليهود والنصارى . وقيل : هم الرهبان . { ٱلَّذِينَ } حبسوا أنفسهم في الصوامع . وقال علي بن أبي طالب : هم أهل حروراء . { ضَلَّ سَعْيُهُمْ } ، بطل عملهم واجتهادهم ، { فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } ، أي : عملاً . { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـآيَـٰتِ رَبِّهِمْ وَلِقَآئِهِ فَحَبِطَتْ } ، بطلت ، { أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَزْناً } ، أي لا نجعل لهم خطراً وقدراً ، تقول العرب : " ما لفلان عندي وزن " أي : قدرٌ ، لخسَّته . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا أحمد عن محمد بن يوسف ، عن محمد بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن عبدالله ، حدثنا سعيد بن مريم ، أنبأنا المغيرة عن أبي الزناد ، عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لَيَأْتِيَ الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يَزِنُ عند الله جناح بعوضة " ، وقال : اقرؤوا إن شئتم : { فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَزْناً } . قال أبو سعيد الخدري : يأتي أناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العِظَم كجبال تهامة ، فإذا وزنوها لم تزن شيئاً ، فذلك قوله تعالى : { فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَزْناً } .