Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 108-110)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ خَـٰلِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ } ، لا يطلبون ، { عَنْهَا حِوَلاً } ، أي تحولاً إلى غيرها . قال ابن عباس : لا يريدون أن يتحولوا عنها كما ينتقل الرجل من دار إذا لم توافقه إلى دار أخرى . قوله عزّ وجلّ : { قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَـٰتِ رَبِّى } ، قال ابن عباس : قالت اليهود يا محمد تزعم أنا قد أوتينا الحكمة ، وفي كتابك ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، ثم تقول : وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ؟ فأنزل الله هذه الآية . وقيل : لما نزلت : { وما أوتيم من العلم إلا قليلاً } ، قالت اليهود : أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء ، فأنزل الله تعالى : { قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً } سُمي المداد مداداً لإِمداد الكاتب ، وأصله من الزيادة ومجيء الشيء بعد الشيء . قال مجاهد : لو كان البحر مداداً للقلم والقلم يكتب ، { لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ } ، أي ماؤه ، { قَبْلَ أَن تَنفَدَ } ، قرأ حمزة والكسائي { ينفد } بالياء لتقدم الفعل ، والباقون بالتاء ، { كَلِمَـٰتُ رَبِّى } ، أي علمه وحكمه ، { وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } ، معناه : لو كان الخلائق يكتبون ، والبحر يمدُّهم لنفد البحر ولم تنفد كلمات ربي ، ولو جئنا بمثل ماء البحر في كثرته مداداً أو زيادة ، " ومدداً " منصوب على التمييز نظيره قوله تعالى : { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ وَٱلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ } [ لقمان : 27 ] . قوله عزّ وجلّ : { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ } ، قال ابن عباس : علَّم الله رسوله التواضع لئلا يزهو على خلقه ، فأمره أن يقر فيقول : أني آدمي مثلكم ، إلاّ أني خُصصت بالوحي وأكرمني الله به ، يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد لا شريك له ، { فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ } ، أي يخاف المصير إليه . وقيل : يأمل رؤية ربه ، فالرجاء يكون بمعنى الخوف والأمل جميعاً ، قال الشاعر : @ ولا كُلُّ ما تَرْجُو مِنَ الخَيْرِ كَائِنٌ ولا كُلّ ما ترجُو مِنَ الشَرِّ واقِعُ @@ فجمع بين المعنيين . { فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا } ، أي : لا يُرائي بعمله . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد ابن إسماعيل ، أنبأنا أبو نعيم ، أخبرنا سفيان عن سلمة ، هو ابن كهيل ، قال : سمعت جُنْدُبَاً يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من سمَّعَ سمَّعَ الله به ، ومن يُرائي يُرائي الله به " . وروينا عن النبي أنه قال : " « أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر » ، قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال : « الرياء » " . أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، حدثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب الأصم ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، حدثنا أبي ، حدثنا شعيب قال : حدثنا الليث عن ابن الهاد ، عن عمرو ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تبارك وتعالى يقول : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري فأنا منه بريء ، وهو للذي عمله " . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان ، حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا همام عن قتادة ، حدثنا سالم بن أبي الجعد الغطفاني ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي الدرداء يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من فتنة الدجال " . وأخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أبو منصور السمعاني ، حدثنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد ابن زنجويه ، حدثنا أبو الأسود ، حدثنا ابن لهيعة عن زياد عن سهل - هو ابن معاذ - عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نوراً من قدميه إلى رأسه ، ومن قرأها كلها كانت له نوراً من الأرض إلى السماء "