Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 1-2)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى أنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ } ، أثنى الله على نفسه بإنعامه على خلقه ، وخصَّ رسوله صلى الله عليه وسلم بالذكر ، لأن إنزال القرآن عليه كان نعمة عليه على الخصوص ، وعلى سائر الناس على العموم . { وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً } . { قَيِّماً } ، فيه تقديم وتأخير ، معناه : أنزل على عبده الكتاب قيِّماً ، ولم يجعل له عوجاً ، " قَيماً " أي : مستقيماً . قال ابن عباس : عدلاً . وقال الفراء : قيماً على الكتب كلها أي : مصدقاً لها ناسخاً لشرائعها . وقال قتادة : ليسى على التقديم والتأخير ، بل معناه : أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً ، ولكن جعله قيماً ولم يكن مختلف على ما قال الله تعالى : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلَـٰفاً كَثِيراً } [ النساء : 82 ] . وقيل : معناه لم يجعله مخلوقاً . وروي عن ابن عباس في قوله : { قُرْءَاناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِى عِوَجٍ } [ الزمر : 28 ] أي : غير مخلوق . { لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا } ، أي : لينذر ببأسٍ شديد ، { مِّن لَّدُنْهُ } ، أي : من عنده ، { وَيُبَشِّرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا } ، أي الجنة .