Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 25-25)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { وَلَبِثُواْ فِى كَهْفِهِمْ } ، يعني : أصحاب الكهف . قال بعضهم : هذا خبر عن أهل الكتاب أنهم قالوا ذلك . ولو كان خبراً من الله عزّ وجلّ عن قدر لبثهم لم يكن لقوله " قل الله أعلم بما لبثوا " وَجْهٌ ، وهذا قول قتادة . ويدل عليه قراءة ابن مسعود : " وقالوا لبثوا في كهفهم " ثم ردّ الله تعالى عليهم فقال : " قل الله أعلم بما لبثوا " . وقال الآخرون : هذا إخبار من الله تعالى عن قدر لبثهم في الكهف وهو الأصح . وأما قوله : " قل الله أعلم بما لبثوا " فمعناه : أن الأمر من مدة لبثهم كما ذكرنا ، فإن نازعوك فيها فأجِبْهم ، وقل : الله أعلم بما لبثوا ، أي : هو أعلم منكم ، وقد أخبرنا بمدة لبثهم . وقيل : إن أهل الكتاب قالوا : إن هذه المدة من لدن دخلوا الكهف إلى يومنا هذا ثلثمائة وتسع سنين فردّ الله عليهم وقال : " قل الله أعلم بما لبثوا " يعني : بعد قبض أرواحهم إلى يومنا هذا لا يعلمه إلا الله . قوله تعالى : { ثَلاَثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ } قرأ حمزة والكسائي " ثلثمائة " بلا تنوين ، وقرأ الآخرون بالتنوين . فإن قيل : لِمَ قال ثلثمائةٍ سنين ولم يقل سنة ؟ قيل : نزلَ قوله : " ولبثوا في كهفهم ثلثمائة " ، فقالوا : أياماً أو شهوراً أو سنين ؟ فنزلت " سنين " . قال الفرَّاء : ومن العرب من يضع سنين في موضع سنة . وقيل : معناه ولبثوا في كهفهم سنين ثلثمائة . { وَٱزْدَادُواْ تِسْعًا } ، قال الكلبي : قالت نصارى نجران أما ثلثمائة فقد عرفنا ، وأما التسع فلا علم لنا بها فنزلت { قُلِ ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } .