Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 52-54)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { وَيَوْمَ يَقُولُ } قرأ حمزة بالنون والآخرون بالياء ، أي : يقول الله لهم يوم القيامة : { نَادُواْ شُرَكَآئِىَ } ، يعني الأوثان { ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ } ، أنهم شركائي ، { فَدَعَوْهُمْ } ، فاستغاثوا بهم ، { فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ } ، أي : لم يجيبوهم ولم ينصروهم ، { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم } ، يعني بين الأوثان وعبدتها . وقيل : بين أهل الهدى وأهل الضلالة ، { مَّوْبِقاً } مهلكاً ، قاله عطاء والضحاك . وقال ابن عباس : هو وادٍ في النار . وقال مجاهد : واد في جهنم . وقال عكرمة : هو نهر في النار ، يسيل ناراً ، على حافته حيَّات مثل البغال الدُّهْم . قال ابن الأعرابي : وكل حاجز بين شيئين فهو مَوْبِق ، وأصله الهلاك يقال : أوبقه ، أي : أهلكه . قال الفراء : وجعلنا تواصلهم في الدنيا مهلكاً لهم في الآخرة ، والبين على هذا القول التواصل كقوله تعالى : { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } [ الأنعام : 94 ] على قراءة من قرأ بالرفع . { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ } ، أي : المشركون ، { فَظَنُّوۤاْ } ، أيقنوا ، { أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا } ، داخلوها وواقعون فيها ، { وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفًا } ، معدلاً ، لأنها أحاطت بهم من كل جانب . قوله عزّ وجلّ : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا } ، بيّنَّا ، { فِى هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } ، أي ليتذكروا ويتعظوا ، { وَكَانَ ٱلإِنسَـٰنُ أَكْثَرَ شَىءٍ جَدَلاً } ، خصومة في الباطل . قال ابن عباس : أراد النضر بن الحارث وجداله في القرآن . قال الكلبي : أراد به أُبيّ بن خلف الجمحي . وقيل : المراد من الآية الكفار ، لقوله تعالى : { وَيُجَـٰدِلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِٱلْبَـٰطِلِ } [ الكهف : 56 ] . وقيل : هي على العموم ، وهذا أصح . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا أحمد ابن عبدالله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، أنبأنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أنبأنا علي بن الحسين ، أن الحسين بن علي أخبره : أن علياً أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً فقال : « ألاَ تُصَلِّيان ؟ فقلت : يا رسول الله إن أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلتُ له ذلك ولم يُرجِعْ إليّ شيئاً ، ثم سمعته وهو مولٍّ يضرب فخذه وهو يقول : { وَكَانَ ٱلإِنسَـٰنُ أَكْثَرَ شَىءٍ جَدَلاً } .