Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 30-33)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ إِنِّى عَبْدُ ٱللَّهِ } ، وقال وهب : أتاها زكريا عند مناظرتها اليهود ، فقال لعيسى : انطق بحجتك إن كنت أمرت بها ، فقال عند ذلك عيسى عليه السلام وهو ابن أربعين يوماً وقال مقاتل : بل هو يوم ولد ـ : إني عبد الله ، أقرّ على نفسه بالعبودية لله عزّ وجلّ أول ما تكلم لئلا يتخذ إلهاً ، { ءَاتَانِىَ ٱلْكِتَـٰبَ وَجَعَلَنِى نَبِيّاً } ، قيل : معناه سيؤتيني الكتاب ويجعلني نبياً . وقيل : هذا إخبار عما كتب له في اللوح المحفوظ ، كما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : متى كنت نبياً ؟ قال : " كنتُ نبياً وآدم بين الروح والجسد " وقال الأكثرون أوتيَ الإِنجيل وهو صغير طفل ، وكان يعقل عقل الرجال . وعن الحسن : أنه قال : أُلْهِم التوراة وهو في بطن أمه . { وَجَعَلَنِى مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ } ، أي نفّاعاً حيث ما توجهت . وقال مجاهد : معلماً للخير . وقال عطاء : أدعو إلى الله وإلى توحيده وعبادته . وقيل : مباركاً على من تبعني . { وَأَوْصَانِى بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ } ، أي : أمرني بهما . فإن قيل : لمْ يكن لعيسى مال فكيف يؤمر بالزكاة ؟ قيل : معناه بالزكاة لو كان لي مال وقيل : بالاستكثار من الخير . { مَا دُمْتُ حَيّاً } . { وَبَرّاً بِوَالِدَتِى } أي وجعلني براً بوالدتي ، { وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّاراً شَقِيّاً } ، أي عاصياً لربه . قيل : " الشَّقِيُّ " : الذي يذنب ولا يتوب . { وَٱلسَّلَـٰمُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ } ، أي : السلامة عند الولادة من طعن الشيطان . { وَيَوْمَ أَمُوتُ } ، أي عند الموت من الشرك ، { وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } ، من الأهوال . ولما كلَّمهم عيسى بهذا علموا براءة مريم ، ثم سكت عيسى عليه السلام ، فلم يتكلم بعد ذلك حتى بلغ المدة التي يتكلم فيها الصبيان .