Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 3-6)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذْ نَادَىٰ } ، دعا ، { رَبَّهُ } ، في محرابه ، { نِدَآءً خَفِيّاً } ، دعا سراً من قومه في جوف الليل . { قَالَ رَبِّ إِنِّى وَهَنَ } ، ضَعُفَ ورقَّ ، { ٱلْعَظْمُ مِنِّى } ، من الكِبَر . قال قتادة : اشتكىٰ سقوط الأضراس ، { وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ } ، أي : ابيضَّ شعر الرأس ، { شَيْباً } ، شمطاً ، { وَلَمْ أَكُن بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّاً } ، يقول : عوّدتني الإِجابة فيما مضى ولم تخيِّبني . وقيل : معناه لما دعوتني إلى الإِيمان آمنت ولم أشقَ بترك الإِيمان . { وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِىَ } ، و " الموالي " : بنو العم . قال مجاهد : العصبة . وقال أبو صالح : الكلالة . وقال الكلبي : الورثة . { مِن وَرَآءِى } أي : من بعد موتي . قرأ ابن كثير : { من ورائي } بفتح الياء ، والآخرون بإسكانها . { وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِى عَاقِرًا } ، لا تلد ، { فَهَبْ لِى مِن لَّدُنكَ } ، أعطني من عندك { وَلِيّاً } ابناً . { يَرِثُنِى وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ } ، قرأ أبو عمرو ، والكسائي : بجزم الثاء فيهما ، على جواب الدعاء ، وقرأ الآخرون بالرفع على الحال والصفة ، أي : ولياً وارثاً . واختلفوا في هذا الإِرث ؛ قال الحسن : معناه يرثني مالي ويرث من آل يعقوب النبوة والحبورة . وقيل : أراد ميراث النبوة والعلم . وقيل : أراد إرث الحبورة ، لأن زكريا كان رأس الأحبار . قال الزجاج : والأَوْلى أن يحمل على ميراث غير المال لأنه يبعد أن يشفق زكريا وهو نبي من الأنبياء أن يرثه بنو عمه ماله . والمعنى : أنه خاف تضييع بني عمه دين الله وتغيير أحكامه على ما كان شاهده من بني إسرائيل من تبديل الدين وقتل الأنبياء ، فسأل ربه ولياً صالحاً يأمنه على أُمّتِهِ ، ويرث نبوته وعلمه لئلا يضيع الدين . وهذا معنى قول عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما . { وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } ، أي بَرّاً تقياً مرضياً .