Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 49-52)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا ٱعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، فذهب مهاجراً ، { وَهَبْنَا لَهُ } بعد الهجرة { إِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ } آنسنا وحشته [ من فراقهم ] ، وأقررنا عينه ، بأولادٍ كرام على الله عز ، { وَكُلاًّ جَعَلْنَا نَبِيّاً } يعني : إسحاق ويعقوب . { وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا } . قال الكلبي : المال والولد ، وهو قول الأكثرين ، قالوا : ما بسط لهم في الدنيا من سعة الرزق . وقيل : الكتاب والنبوّة . { وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً } ، يعني ثناءً حسناً رفيعاً في كل أهل الأديان ، فكلُّهم يتولَّونهم ، ويثنون عليهم . قوله عزّ وجلّ : { وَٱذْكُرْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ مُوسَىٰ إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً } ، غير مُرَاءٍ ، أخلص العبادة والطاعة لله عزّ وجلّ . وقرأ أهل الكوفة { مخلَصاً } بفتح اللام أي : مختاراً اختاره الله عزّ وجلّ . وقيل : أخلصه الله من الدنس . { وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً } . { وَنَـٰدَيْنَـٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنِ } ، يعني : يمين موسى ، والطور : جبل بين مصر ومدين . ويقال : اسمه " الزَّبِيْر " وذلك حين أقبل من مدين ورأى النار نودي { أَن يَٰمُوسَىٰ إِنِّيۤ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } [ القصص : 30 ] . { وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً } ، أي : مناجياً ، فالنجي المناجي ، كما يقال : جليس ونديم . قال ابن عباس : معناه : قرَّبه فكلَّمه ، ومعنى التقريب : إسماعه كلامه . وقيل : رفعه على الحجب حتى سمع صرير القلم .