Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 138-141)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { صِبْغَةَ ٱللَّهِ } : قال ابن عباس في رواية الكلبي وقتادة والحسن : دين الله ، وإنما سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين كما يظهر أثر الصبغ على الثوب ، وقيل لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه ، كالصبغ يلزم الثوب ، وقال مجاهد : فطرة الله ، وهو قريب من الأول ، وقيل : سنة الله ، وقيل : أراد به الختان لأنه يصبغ صاحبه بالدم ، قال ابن عباس : هي أن النصارى إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيام غمسوه في ماء لهم أصفر يقال له المعمودي وصبغوه به ليطهروه بذلك الماء مكان الختان ، فإذا فعلوا به ذلك قالوا : الآن صار نصرانياً حقاً فأخبر الله أن دينه الإِسلام لا ما يفعله النصارى ، وهو نصب على الإِغراء يعني الزموا دين الله ، قال الأخفش هي بدل من قوله ملة إبراهيم { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً } ديناً وقيل : تطهيراً { وَنَحْنُ لَهُ عَـٰبِدُونَ } مطيعون { قُلْ } يا محمد لليهود والنصارى { أَتُحَآجُّونَنَا فِى اللَّهِ } أي في دين الله والمحاجة : المجادلة في الله لإِظهار الحجة ، وذلك بأنهم قالوا إن الأنبياء كانوا منا وعلى ديننا ، وديننا أقوم فنحن أولى بالله منكم فقال الله تعالى : قل أتحاجوننا في الله { وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } أي : نحن وأنتم سواء في الله فإنه ربنا وربكم { وَلَنَآ أَعْمَـٰلُنَا وَلَكُمْ أَعْمَـٰلُكُمْ } أي لكل واحد جزاء عمله فكيف تدَّعون أنكم أولى بالله { وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ } وأنتم به مشركون . قال سعيد بن جبير : الإخلاص أن يخلص العبد دينه وعمله فلا يشرك به في دينه ولا يرائي بعمله . قال الفضيل : ترك العمل من أجل الناس رياء ، والعمل من أجل الناس شرك ، والإِخلاص أن يعافيك الله منهما . قوله تعالىٰ : { أَمْ تَقُولُونَ } يعني : أتقولون ، صيغة استفهام ومعناه التوبيخ ، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص بالتاء لقوله تعالىٰ ( قل أتحاجوننا في الله ) وقال بعده ( قل أأنتم أعلم أم الله ) وقرأ الآخرون بالياء يعني يقول اليهود والنصارى { إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ قُلْ } يا محمد { ءَأَنتُمْ أَعْلَمُ } بدينهم { أَمِ ٱللَّهُ } وقد أخبر الله تعالىٰ أن إبراهيم لم يكن / يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ } أخفى { شَهَـٰدَةً عِندَهُ مِنَ ٱللَّهِ } وهي علمهم بأن إبراهيم وبنيه كانوا مسلمين ، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم حق ورسول أشهدهم الله عليه في كتبهم { وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } . { تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْـئَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } كرره تأكيداً .