Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 146-149)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالىٰ : { ٱلَّذِينَ آتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ } يعني مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه { يَعْرِفُونَهُ } يعني يعرفون محمداً صلى الله عليه وسلم { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمْ } من بين الصبيان ، قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن سلام إن الله قد أنزل على نبيه { ٱلَّذِينَ آتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أبْنَآءَهُمْ } فكيف هذه المعرفة ؟ قال عبد الله : يا عمر لقد عرفته حين رأيته كما عرفت ابني ومعرفتي بمحمد صلى الله عليه وسلم أشد من معرفتي بابني ، فقال عمر : وكيف ذلك ؟ فقال أشهد إنه رسول الله حق من الله تعالىٰ ، وقد نعته الله في كتابنا ولا أدري ما تصنع النساء ، فقال عمر وفقك الله يا ابن سلام فقد صدقت { وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ } يعني صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأمر الكعبة { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ثم قال : { الحَقُّ مِن رَّبِّكَ } أي هذا الحق خبر مبتدأ مضمر وقيل رفع بإضمار فعل أي جاءك الحق من ربك { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } الشاكين . قوله تعالىٰ : { وَلِكُلٍ وِجْهَةٌ } أي لأهل كل ملة قبلة والوجهة اسم للمتوجه إليه { هُوَ مُوَلِّيهَا } أي مستقبلها ومقبل إليها يقال : وليته ووليت إليه : إذا أقبلت إليه ، ووليت عنه إذا أدبرت عنه . قال مجاهد : هو موليها وجهه ، وقال الأخفش ، هو كناية عن الله عز وجل يعني الله مولي الأمم إلى قبلتهم وقرأ ابن عامر : مُوَلاَّها ، أي : المستقبل مصروف إليها { فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَٰتِ } أي إلى الخيرات ، يريد : بادروا بالطاعات ، والمراد المبادرة إلى القبول { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ } أنتم وأهل الكتاب { يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًا } يوم القيامة فيجزيكم بأعمالكم { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } . قوله تعالىٰ { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } قرأ أبو عمرو بالياء والباقون بالتاء .