Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 240-242)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالىٰ : { والَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ } يا معشر الرجال { وَيَذَرُونَ } أي يتركون { أَزْوَٰجًا } أي زوجات { وَصِيَّةً لاِّزْوَاجِهِم } قرأ أهل البصرة وابن عامر وحمزة وحفص وصيةً بالنصب على معنى فليوصوا وصية ، وقرأ الباقون بالرفع أي كتب عليكم الوصية { مَّتَـٰعًا إِلَى ٱلْحَوْلِ } متاعاً بنصب على المصدر أي متعوهن متاعاً ، وقيل : جعل الله ذلك لهن متاعاً ، والمتاع نفقة سنة لطعامها وكسوتها وسكنها وما تحتاج إليه { غَيْرَ إِخْرَاجٍ } نصب على الحال ، وقيل : بنزع حرف على الصفة أي من غير إخراج ، نزلت هذه الآية في رجل من أهل الطائف يقال له حكيم بن الحارث هاجر إلى المدينة وله أولاد ومعه أبواه وامرأته فمات ، فأنزل الله هذه الآية فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم والديه وأولاده من ميراثه ولم يعط امرأته شيئاً ، وأمرهم أن ينفقوا عليها من تركة زوجها حولاً كاملاً ، وكانت عدة الوفاة في ابتداء الإِسلام حولاً وكان يحرم على الوارث إخراجها من البيت قبل تمام الحول ، وكانت نفقتها وسكنها واجبة في مال زوجها تلك السنة ما لم تخرج ، ولم يكن لها الميراث ، فإن خرجت من بيت زوجها سقطت نفقتها ، وكان على الرجل أن يوصي بها فكان كذلك حتى نزلت آية الميراث ، فنسخ الله تعالىٰ نفقة الحول بالربع والثمن ، ونسخ عدة الحول بأربعة أشهر وعشراً . قوله تعالىٰ : { فَإِنْ خَرَجْنَ } يعني من قبل أنفسهن قبل الحول من غير إخراج الورثة { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ } يا أولياء الميت { فِي ما فَعَلْنَ فِيۤ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ } يعني التزين للنكاح ، ولرفع الجناح عن الرجال وجهان : أحدهما : لا جناح عليكم في قطع النفقة عنهن إذا خرجن قبل انقضاء الحول . والآخر : لا جناح عليكم في ترك منعهن من الخروج لأن مقامها في بيت زوجها حولا غير واجب عليها خيَّرها الله تعالىٰ بين أن تقيم حولاً ولها النفقة والسكنى ، وبين أن تخرج فلا نفقة ولا سكنى إلى أن نسخه بأربعة أشهر وعشر . { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَلِلْمُطَلَّقَـٰتِ مَتَـٰعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ } إنما أعاد ذكر المتعة هٰهنا لزيادة معنى ، وذلك أن في غيرها بيان حكم غير الممسوسة ، وفي هذه الآية بيان حكم جميع المطلقات في المتعة ، وقيل : إنه لما نزل قوله تعالىٰ : ( ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ) إلى قوله : { حَقًّا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ } [ البقرة : 236 ] قال رجل من المسلمين : إن أحسنت فعلت ، وإن لم أرد ذلك لم أفعل ، فقال الله تعالىٰ : { وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَـٰعٌ } جعل المتعة لهن بلام التمليك فقال : { حَقًّا عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ } يعني المؤمنين المتقين الشرك ، { كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونْ } .