Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 253-254)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تِلْكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُ } أي كلمه الله تعالىٰ يعني موسى عليه السلام { وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَـٰتٍ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، قال الشيخ الإِمام رحمة الله عليه : ما أوتي نبي آية إلا وقد أوتي نبينا مثل تلك الآية وفضل على غيره بآيات مثل : انشقاق القمر بإشارته ، وحنين الجذع على مفارقته ، وتسليم الحجر والشجر عليه ، وكلام البهائم والشهادة برسالته ، ونبع الماء من بين أصابعه ، وغير ذلك من المعجزات والآيات التي لا تحصى ، وأظهرها القرآن الذي عجز أهل السماء وأهل الأرض عن الإِتيان بمثله . أخبرنا أبو بكر يعقوب بن أحمد بن محمد بن علي الصيرفي ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد المخلدي ، أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي ، أنا قتيبة بن سعيد ، أنا الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أعطي من الآيات ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله تعالىٰ إليَّ فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة " . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل ، أنا محمد بن سنان ، أخبرنا هشيم ، أنا سيار ، أنا يزيد الفقير ، أنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، فأيّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة " أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقيّ أنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني ، أنا عبد الله ابن عمر الجوهري ، أنا أحمد بن علي الكشميهني ، أنا علي بن حجر أنا إسماعيل بن جعفر ، أنا العلاء بن عبد الرحمٰن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فضلت على الأنبياء بست : أوتيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً وأرسلت إلى الخلق كافة ، وختم بي النبيون " . قوله تعالىٰ : { وَءَاتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱلْبَيِّنَـٰتِ وَأَيَّدْنَـٰهُ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقْتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِم } أي من بعد الرسل { مِّن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَـٰتُ وَلَـٰكِنِ ٱخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ } ثبت على إيمانه بفضل الله { وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ } بخذلانه { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقْتَتَلُواْ } أعاده تأكيداً { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ } يوفق من يشاء فضلاً ، ويخذل من يشاء عدلاً . سأل رجل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن القدر ؟ فقال : طريق مظلم لا تسلكه ، فأعاد السؤال فقال : بحر عميق فلا تلجه ، فأعاد السؤال ، فقال : سر الله في الأرض قد خفي عليك فلا تفتشه . قوله تعالىٰ : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـٰكُم } قال السدي : أراد به الزكاة المفروضة وقال غيره : أراد به صدقة التطوع والنفقة في الخير { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ } أي لا فداء فيه ، سماه بيعاً لأن الفداء شراء نفسه { وَلاَ خُلَّةٌ } ولا صداقة { وَلاَ شَفَـٰعَةٌ } إلا بإذن الله ، قرأ ابن كثير ونافع وأهل البصرة كلها بالنصب ، وكذلك في سورة إبراهيم [ الآية : 31 ] { لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلَـٰلٌ } وفي سورة الطور [ الآية : 23 ] { لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } وقرأ الآخرون كلها بالرفع والتنوين { وَٱلْكَـٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } لأنهم وضعوا العبادة في غير موضعها .