Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 268-269)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلشَّيْطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلْفَقْرَ } أي يخوفكم بالفقر ، يقال وعدته خيراً ووعدته شراً ، قال الله تعالىٰ في الخير : { وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً } [ الفتح : 20 ] وقال في الشرّ : { ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ الحج : 72 ] فإذا لم يذكر الخير والشر قلت في الخير : وعدته وفي الشر ، أوعدته ، والفقر سوء الحال وقلة ذات اليد ، وأصله من كسر الفقار ، ومعنى الآية : أن الشيطان يخوفكم بالفقر ويقول للرجل أمسك عليك مالك فإنك إذا تصدقت به افتقرت { وَيَأْمُرُكُم بِٱلْفَحْشَآءِ } أي بالبخل ومنع الزكاة ، وقال الكلبي : كل الفحشاء في القرآن فهو الزنا إلا هذا { وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ } أي لذنوبكم { وَفَضْلاً } أي رزقاً وخلفاً { وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ } غني { عَلِيمٌ } . أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي ، أخبرنا أبو طاهر الزيادي أخبرنا محمد بن الحسين القطان أخبرنا أحمد بن يوسف السلمي ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال : حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالىٰ يقول : ابن آدم أنفق أنُفق عليك " وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يمين اللَّه ملأَى لا تغيضها نفقة ، سحّاءَ الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السمٰوات والأرض فإنه لم ينقص ما فيه يمينه ( قال ) وعرشه على الماء وبيده الأخرى القِسْط يرفع ويخفض " . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن اسماعيل ، أخبرنا عبيد الله بن سعيد أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر " عن أسماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : « أنفقي ولا تحصي فيحصي اللَّه عليك ولا توعي فيوعي اللَّه عليك » " . قوله تعالىٰ : { يُؤْتِى الْحِكْمَة مَن يَشَآءُ } قال السدي : هي النبوة ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة : علم القرآن ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقدمه ومؤخره وحلاله وحرامه وأمثاله ، وقال الضحاك : القرآن والفهم فيه ، وقال : في القرآن مائة وتسع آيات ناسخة ومنسوخة وألف آية حلال وحرام ، لا يسع المؤمنين تركهن حتى يتعلموهن ، ولا تكونوا كأهل نهروان تأولوا آيات من القرآن في أهل القبلة وإنما أنزلت في أهل الكتاب جهلوا علمها فسفكوا بها الدماء وانتهبوا الأموال وشهدوا علينا بالضلالة ، فعليكم بعلم القرآن فإنه من علم فيم أنزل الله لم يختلف في شيء منه . وقال مجاهد : هي القرآن والعلم والفقه ، وروى ابن أبي نجيح عنه : الإِصابة في القول والفعل ، وقال إبراهيم النخعي : معرفة معاني الأشياء وفهمها . { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ } مَنْ في محل الرفع على ما لم يسم فاعله ، والحكمة خبره ، وقرأ يعقوب - يؤت الحكمة - بكسر التاء أي من يؤته الله الحكمة ، دليله قراءة الأعمش ، ومن يؤته الله ، حكي عن الحسن { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ } قال : الورع في دين الله { فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكرُ } يتعظ { إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ } ذوو العقول .