Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 118-121)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا } ، أي في الجنة { وَلاَ تَعْرَىٰ } . { وَأَنَّكَ } ، قرأ نافع وأبو بكر بكسر الألف على الاستئناف ، وقرأ الآخرون بالفتح نسقاً على قوله : { أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا } { وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُاْ } ، لا تعطش ، { فِيهَا وَلاَ تَضْحَىٰ } ، يعني : لا تبرز للشمس فيؤذيك حرها . وقال عكرمة : لا تصيبك الشمس وأذاها ، لأنه ليس في الجنة شمس ، وأهلها في ظل ممدود . { فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَـٰنُ قَالَ يَٰـآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ } ، يعني على شجرة إن أكلت منها بقيت مخلداً ، { وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ } ، لا يبيد ولا يفنى . { فَأَكَلاَ } ، يعني آدم وحواء عليهما السلام ، { مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَٰتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ } ، بأكله الشجرة ، { فَغَوَىٰ } ، يعني فعل ما لم يكن له فعله . وقيل : أخطأ طريق الجنة وضلَّ حيث طلب الخلد بأكل ما نهي عن أكله ، فخاب ولم ينل مراده . وقال ابن الأعرابي : أي فسد عليه عيشه ، وصار من العزِّ إلى الذل ، ومن الراحة إلى التعب . قال ابن قتيبة : يجوز أن يقال عصى آدم ، ولا يجوز أن يقال : آدم عاصٍ ؛ لأنه إنما يقال عاصٍ لمن اعتاد فعل المعصية ، كالرجل يخيط ثوبه يقال : خاط ثوبه ، ولا يقال هو خياط حتى يعاود ذلك ويعتاده . حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد الحنفي ، أخبرنا أبو معاذ الشاه بن عبد الرحمن المزني ، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ببغداد ، أخبرنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ، عن طاوس سمعَ أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتج آدم وموسى : فقال موسى : يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة ، فقال آدم : يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده ، أفتلومني على أمر قدره الله عليَّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟ فحجَّ آدمُ موسى " ورواه عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة وزاد : " قال آدم ياموسى بكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق ؟ قال موسى : بأربعين عاماً ، قال آدم : فهل وجدت فيها : وعصى آدم ربَّه فغوى ؟ قال : نعم ، قال : أفتلومني على أن عملت عملاً كتبه الله عليَّ أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحج آدم موسى "