Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 128-130)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } ، يبيّن لهم القرآن ، يعني : كفار مكة ، { كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِى مَسَـٰكِنِهِمْ } ، ديارهم ومنازلهم إذا سافروا . والخطاب لقريش كانوا يسافرون إلى الشام فيرون ديار المهلَكين من أصحاب الحِجْرِ وثمود وقريات قوم لوط . { إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لأيَـٰتٍ لأُِوْلِى ٱلنُّهَىٰ } ، لذوي العقول . { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } ، فيه تقديم وتأخير ، تقديره : ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجل مسمى ، والكلمة الحكم بتأخير العذاب عنهم ، أي ولولا حكم سبق بتأخير العذاب عنهم وأجل مسمى وهو القيامة لكان لزاماً ، أي لكان العذاب لازماً لهم كما لزم القرون الماضية الكافرة . { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } ، نسختها آية القتال ، " وسبحْ بِحمدِ ربِّك " ، أي صلِّ بأمر ربك . وقيل : صلِّ لله بالحمد له والثناء عليه ، { قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ } ، يعني صلاة الصبح ، { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } ، صلاة العصر ، { وَمِنْ ءَانَآءِ ٱلَّيْلِ } ، ساعاتها واحدها إنى ، { فَسَبِّحْ } ، يعني صلاة المغرب والعشاء . قال ابن عباس : يريد أول الليل ، { وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ } ، يعني صلاة الظهر ، وسمى وقت الظهر أطراف النهار لأن وقته عند الزوال ، وهو طرف النصف الأول انتهاء وطرف النصف الآخر ابتداء . وقيل : المراد من آناء الليل صلاة العشاء ومن أطراف النهار صلاة الظهر والمغرب ، لأن الظهر في آخر الطرف الأول من النهار ، وفي أول الطرف الآخر ، فهو في طرفين منه والطرف الثالث غروب الشمس ، وعند ذلك يصلي المغرب . { لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ } ، أي ترضى ثوابه في المَعَاد ، وقرأ الكسائي وأبو بكر عن عاصم " تُرْضَىٰ " بضم التاء أي تعطى ثوابه . وقيل : { تَرْضَىٰ } أي يرضاك الله تعالى ، كما قال : { وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً } [ مريم : 55 ] ، وقيل : معنى الآية لعلك ترضى بالشفاعة ، كما قال : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } [ الضحى : 5 ] . أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الخطيب الحميدي ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني إملاء ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ، أخبرنا يزيد بن هارون ، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، " عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر ، فقال : « إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا » " ، ثم قرأ : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } .