Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 86-87)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَـٰنَ أَسِفاً } ، حزيناً . { قَالَ يَٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً } ، صدقاً أنه يعطيكم التوراة ، { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ } ، مدة مفارقتي إياكم ، { أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ } ، أي : أردتم أن تفعلوا فعلاً يوجب عليكم به الغضب من ربكم ، { فَأَخلَفْتُم مَّوْعِدِى } . { قَالُواْ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا } ، قرأ نافع ، وأبو جعفر ، وعاصم : { بمَلْكنا } بفتح الميم ، وقرأ حمزة والكسائي بضمها ، وقرأ الآخرون بكسرها ، أي : ونحن نملك أمرنا . وقيل : باختيارنا ، ومن قرأ بالضم معناه بقدرتنا وسلطاننا ، وذلك أن المرء إذا وقع في البلية والفتنة لم يملك نفسه . { وَلَـٰكِنَّا حُمِّلْنَآ } ، قرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو بكر ، ويعقوب : " حَمَلْنا " بفتح الحاء ، وتخفيف الميم ، وقرأ الآخرون بضم الحاء وتشديد الميم ، أي : جعلونا نحملها وكلفنا حملها ، { أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ } ، من حُلي قوم فرعون ، سمّاها أوزاراً لأنهم أخذوها على وجه العارية فلم يردوها ، وذلك أن بني إسرائيل كانوا قد استعاروا حلياً من القبط ، وكان ذلك معهم حين خرجوا من مصر . وقيل : إن الله تعالى لما أغرق فرعون نبذ البحر حليهم فأخذوها ، فكانت غنيمة ، ولم تكن الغنيمة حلالاً لهم في ذلك الزمان ، فسماها أوزاراً لذلك . { فَقَذَفْنَاهَا } ، قيل : إن السامري قال لهم احفروا حفيرة فألقوها فيها حتى يرجع موسى . قال السدي : قال لهم هارون إن تلك غنيمة لا تحل ، فاحفروا حفيرة فألقوها فيها حتى يرجع موسى ، فيرى رأيه فيها ، ففعلوا . قوله : { فَقَذَفْنَاهَا } أي : طرحناها الحفرة ، { فَكَذَلِكَ أَلْقَى ٱلسَّامِرِىُّ } ، ما معه من الحلى فيها ، وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما : أوقد هارون ناراً وقال : اقذفوا فيها ما معكم ، فألقوه فيها ، ثم ألقى السامري ما كان معه من تربة حافر فرس جبريل . قال قتادة : كان قد أخذ قبضة من ذلك التراب في عمامته .