Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 3-6)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَهِيَةً } ، ساهيةً غافلة ، { قُلُوبُهُمْ } ، معرضةً عن ذكر الله ، وقوله : { لاَهِيَةً } نعتٌ تقدَّم الاسم ، ومن حق النعت أن يتبعَ الاسم في الإِعراب ، وإذا تقدَّم النعتُ الاسمَ فله حالتان : فصلٌ ووصلٌ ، فحالتُه في الفصل النصبُ كقوله تعالى : { خُشَّعاً أَبْصَـٰرُهُمْ } [ القمر : 7 ] ، { وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَـٰلُهَا } [ الإنسان : 14 ] ، و { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ } ، وفي الوصل حالة ما قبله من الإِعراب كقوله ، { أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّـٰلِمِ أَهْلُهَا } [ النساء : 75 ] ؛ { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، أي أشركوا ، قوله : { وَأَسَرُّواْ } فعل تقدم الجمع وكان حقه وأسر ، قال الكسائي : فيه تقديم وتأخير ، أراد : والذين ظلموا أسروا النجوى . وقيل : محل " الذين " رفعٌ على الابتداء ، معناه : وأسروا النجوى ، ثم قال : وهم الذين ظلموا . وقيل : رفع على البدل من الضمير في أسروا . قال المبرِّد : هذا كقولك إن الذين في الدار انطلقوا بنو عبد الله ، على البدل مما في انطلقوا ثم بيّن سرهم الذي تناجَوْا به فقال : { هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } ، انكروا إرسال البشر وطلبوا إرسال الملائكة . { أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ } ، أي تحضرون السحر وتقبلونه ، { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } ، تعلمون أنه سحر . { قَالَ } ، لهم يا محمد ، { رَبِّى يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } ، قرأ حمزة والكسائي وحفص : " قال ربي " ، على الخبر عن محمد صلى الله عليه وسلم ، { يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِى ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } أي لا يخفىٰ عليه شيء ، { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } ، لأقوالهم ، { ٱلْعَلِيمُ } ، بأفعالهم . { بَلْ قَالُوۤاْ أَضْغَـٰثُ أَحْلاَمٍ } ، أباطيلُها وأقاويلها وأهاويلُها رآها في النوم ، { بَلِ ٱفْتَرَاهُ } ، اختلقه ، { بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } ، يعني أن المشركين اقتسموا القول فيه وفيما يقوله : فقال بعضهم : أضغاث أحلام . وقال بعضهم : بل هو فِرْية . وقال بعضهم : بل محمد شاعر وما جاءكم به شعر . { فَلْيَأْتِنَا } محمد ، { بِـآيَةٍ } ، إنْ كان صادقاً { كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } ، من الرسل بالآيات . قال الله تعالى مجيباً لهم : { مَآ ءَامَنَتْ قَبْلَهُم } ، قبل مشركي مكة ، { مِّن قَرْيَةٍ } ، أي من أهل قرية أتتهم الآيات ، { أَهْلَكْنَـٰهَآ } ، أهلكناهم بالتكذيب ، { أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ } ؟ ، إن جاءتهم آية ، معناه : أن أولئك لم يؤمنوا بالآيات لمّا أتتهم أفيؤمنُ هؤلاء ؟ .