Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 70-71)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَـٰهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ } ، قيل : معناه أنهم خسروا السعي والنفقة ولم يحصل لهم مرادهم . وقيل : معناه إن الله عزّ وجلّ أرسل على نمرود وقومه البعوض فأكلت لحومهم وشربت دماءهم ، ودخلت واحدة في دماغه فأهلكته . قوله عز وجل : { وَنَجَّيْنَـٰهُ وَلُوطاً } ، من نمرود وقومه من أرض العراق ، { إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِى بَٰرَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ } ، يعني الشام بارك الله فيها بالخصب وكثرة الأشجار والثمار والأنهار ، ومنها بعث أكثر الأنبياء . وقال أبي بن كعب : سماها مباركة لأنه ما من ماء عذب إلا وينبع أصله من تحت الصخرة التي هي ببيت المقدس . أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن قتادة ، أن عمر بن الخطاب قال لكعب : ألا تتحول إلى المدينة فيها مهاجَرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبرُهُ ، فقال كعب : إني وجدت في كتاب الله المنزل يا أمير المؤمنين أن الشام كنزُ الله من أرضه ، وبها كنزه من عباده . أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أخبرنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز ، أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ، أخبرنا إسحاق الديري ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنها ستكون هجرةٌ بعد هجرة ، فخيار الناس إلى مهاجَر إبراهيم " وقال محمد بن إسحاق : استجاب لإِبراهيم رجال قومه حين رأَوْا ما صنع الله به من جعل النار عليه برداً وسلاماً على خوف من نمرود وملئه وآمن به لوط ، وكان ابن أخيه وهو لوط بن هاران ابن تارخ ، وهاران هو أخو إبراهيم وكان لهما أخ ثالث يقال له ناخور بن تارخ ، وآمنت به أيضاً سارة وهي بنت عمه وهي سارة بنت هاران الأكبر ، عم إبراهيم فخرج من كوثى من أرض العراق مهاجراً إلى ربه ، ومعه لوط وسارة ، كما قال الله تعالى : { فَـآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّى مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّىۤ } [ العنكبوت : 26 ] ، فخرج يلتمس الفرار بدينه والأمان على عبادة ربه ، حتى نزل حَرَّان فمكث بها ما شاء الله ، ثم خرج منها مهاجراً حتى قدم مصر ، ثم خرج من مصر إلى الشام ، فنزل السَّبْع من أرض فلسطين ، وهي برية الشام ، ونزل لوط بالمؤتفكة وهي من السبع على مسيرة يوم وليلة ، وأقرب ، فبعثه الله نبياً فذلك قوله تعالى : { وَنَجَّيْنَـٰهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِى بَٰرَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ } .