Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 84-84)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ } ، وذلك أنه قال له اركض برجلك فركض برجله فنبعت عينُ ماء ، فأمره أن يغتسل منها ففعل فذهب كلُ داء كان بظاهره ، ثم مشى أربعين خطوة فأمره أن يضرب برجله الأرض مرة أخرى ففعل فنبعت عين ماء بارد ، فأمره فشرب منها فذهب كل داء كان بباطنه فصار كأصح ما يكون من الرجال وأجملهم . { وَءَاتَيْنَـٰهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ } ، واختلفوا في ذلك ، فقال ابن مسعود وقتادة ، وابن عباس ، والحسن ، وأكثر المفسرين : ردّ الله عزّ وجلّ إليه أهله وأولاده بأعيانهم أحياهم الله له وأعطاه مثلهم معهم ، وهو ظاهر القرآن . قال الحسن : آتاه الله المثل من نسل ماله الذي رده الله إليه وأهله ، يدل عليه ما روىٰ عن الضحاك وابن عباس أن الله عزّ وجلّ ردّ إلى المرأة شبابها فولدت له ستة وعشرين ذكراً . قال وهب كان له سبع بنات وثلاثة بنين . قال ابن يسار : كان له سبع بنين وسبع بنات . وروي عن أنس يرفعه : " أنه كان له أندران أندر للقمح وأندر للشعير ، فبعث الله عزّ وجلّ سحابتين فأفرغت إحداهما على أندر القمح الذهب وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض " وروي " أن الله تعالى بعث إليه ملكاً وقال : إن ربك يقرئك السلام بصبرك فاخرج إلى أندرك ، فخرج إليه فأرسل الله عليه جراداً من ذهب فطارت واحدة فاتبعها وردها إلى أندره ، فقال له الملك : أما يكفيك ما أندرك ؟ فقال : هذه بركة من بركات ربي ولا أشبع من بركته " . أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي ، أخبرنا محمد بن الحسين القطان ، أخبرنا أحمد بن يوسف السلمي ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن همام بن منبه ، قال : أخبرنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أيوب يغتسل عرياناً خرّ عليه جراد من ذهب فجعل أيوب يحثي في ثوبه ، فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيك عما ترى ؟ قال : بلى يا رب وعزتك ، ولكن لا غنى بي عن بركتك " وقال قوم : آتى الله أيوب في الدنيا مثل أهله الذين هلكوا فأما الذين هلكوا فإنهم لم يُرَدوا عليه في الدنيا . قال عكرمة : قيل لأيوب : إن أهلك لك في الآخرة فإن شئت عجلناهم لك في الدنيا وإن شئت كانوا لك في الآخرة ، وآتيناك مثلهم في الدنيا فقال يكونون لي في الآخرة ، وأوتى مثلهم في الدنيا ، فعلى هذا يكون معنى : وآتيناه أهله في الآخرة ومثلهم معهم في الدنيا وأراد بالأهل الأولاد ، { رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا } ، أي نعمة من عندنا ، { وَذِكْرَىٰ لِلْعَـٰبِدِينَ } ، أي عظة وعبرة لهم .