Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 1-2)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ } ، أي : احذروا عقابه بطاعته ، { إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ } ، والزلزلة والزِّلْزال شدة الحركة على الحالة الهائلة ، واختلفوا في هذه الزلزلة : فقال علقمة والشعبي : هي من أشراط الساعة . وقيل : قيام الساعة . وقال الحسن والسدي : هذه الزلزلة تكون يوم القيامة . وقال ابن عباس : زلزلة الساعة قيامها فتكون معها . { يَوْمَ تَرَوْنَهَا } ، يعني الساعة ، وقيل : الزلزلة ، { تَذْهَلُ } قال ابن عباس : تشغل ، وقيل : تنسىٰ ، يقال : ذهلت عن كذا أي تركته واشتغلت بغيره . { كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ } ، أي : كل امرأة معها ولد ترضعه ، يقال : امرأة مرضع ، بلا هاء ، إذا أريد به الصفة ، مثل حائض وحامل ، فإذا أرادوا الفعل أدخلوا الهاء . { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } ، أي : تسقط ولدها من هول ذلك اليوم . قال الحسن : تذهل المرضعة عن ولدها بغير فطام وتضع الحامل ما في بطنها بغير تمام ، وهذا يدل على أن هذه الزلزلة تكون في الدنيا لأن بعد البعث لا يكون حمل . ومن قال : تكون في القيامة ، قال هذا على وجه تعظيم الأمر لا على حقيقته ، كقولهم : أصابنا أمر يشيب فيه الوليد ، يريد به شدته . { وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَـٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَـٰرَىٰ } ، قرأ حمزة والكسائي : " سكرى وما هم بسكرى " بلا ألف وهما لغتان في جمع السكران ، مثل كسلى وكسالى . قال الحسن : معناه : وترى الناس سكارى من الخوف ، وما هم بسكارى من الشراب . وقيل : معناه : وترى الناس كأنهم سكارى ، { وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } . أخبرنا الإِمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمش الزيادي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص التاجر ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله بن عمر بن بكير الكوفي العبسي ، أخبرنا وكيع عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدم قم فابعثْ بَعْثَ النار ، قال فيقول : لبيك وسعديك والخير كله في يديك ، يا رب وما بعث النار ؟ قال : فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، قال : فحينئذ يشيب المولود ، وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ، قال فيقولون : وأينا ذلك الواحد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تسعمائة وتسعة وتسعون من يأجوج ومأجوج ومنكم واحد " ، فقال الناس : الله أكبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والله إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، والله إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " قال فكبَّر الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ، أو الشعرة السوداء في الثور الأبيض " . وروي عن عمران بن حصين ، وأبي سعيد الخدري ، وغيرهما : " أن هاتين الآيتين نزلتا في غزوة بني المصطلق ليلاً فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم فحَثُّوا المطيَّ حتى كانوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقرأها عليهم فلم يُر أكثر باكياً من تلك الليلة ، فلما أصبحوا لم يحطوا السروج عن الدواب ، ولم يضربوا الخيام ولم يطبخوا قدراً ، والناس ما بين باكٍ أو جالس حزين متفكر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتدرون أي يوم ذاك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذلك يوم يقول الله عز وجل لآدم قم فابعث بعث النار من ولدك ، قال فيقول آدم : من كلٍ كم ؟ فيقول الله عزّ وجل : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد في الجنة ، قال : فكَبُر ذلك على المسلمين وبَكَوْا وقالوا : فمن ينجو إذاً يا رسول الله ؟ فقال رسول الله : أبشروا وسددوا وقاربوا فإن معكم خليقتين ما كانتا في قوم إلاَّ كثّرتاه : يأجوج ومأجوج ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة ، فكبروا وحمدوا الله ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، فكبروا وحمدوا الله ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا ثلثي أهل الجنة ، وإن أهل الجنة مائة وعشرون صفاً ، ثمانون منها أمتي ، وما المسلمون في الكفار إلا كالشامة في جنب البعير وكالرقمة في ذراع الدابة ، بل كالشعرة السوداء في الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود . ثم قال : ويدخل من أمتي سبعون ألفاً الجنة بغير حساب ، فقال عمر : سبعون ألفاً ؟ قال : نعم ومع كل واحد سبعون ألفاً ، فقام عكاشة بن محصن فقال : يا رسول الله أدعُ الله أن يجعلني منهم ، فقال رسول الله : أنت منهم ، فقام رجل من الأنصار فقال : ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبقك بها عكاشة "