Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 33-33)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَكُمْ فِيهَا } أي : في البُدْنِ قبل تسميتها للهدي ، { مَنَـٰفِعُ } ، في درها ونسلها وأصوافها وأوبارها وركوب ظهورها ، { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } ، وهو أن يسميها ويوجبها هدياً ، فإذا فعل ذلك لم يكن له شيء من منافعها ، هذا قول مجاهد ، وقول قتادة والضحاك ، ورواه مقسم عن ابن عباس . وقيل : معناه لكم في الهدايا منافع بعد إيجابها وتسميتها هدياً بأن تركبوها وتشربوا ألبانها عند الحاجة " إلى أجل مسمى " ، يعني : إلى أن تنحروها ، وهو قول عطاء بن أبي رباح . واختلف أهل العلم في ركوب الهدي . فقال قوم : يجوز له ركوبُها والحمل عليها غير مضرٍّ بها ، وهو قول مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، لِما . أخبر أبو الحسن السرخسي ، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد ، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي ، أخبرنا أبو مصعب عن مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يسوق بدنة فقال له : " اركبها ، فقال يا رسول الله إنها بدنة ، فقال : اركبها ، ويلك ، في الثانية أو الثالثة " وكذلك قال له : " اشرب لبنها بعدما فضل عن رَيّ ولدها " . وقال أصحاب الرأي : لا يركبها . وقال قوم : لا يركبها إلا أن يضطر إليه . وقال بعضهم : أراد بالشعائر : المناسك ومشاهد مكة ، " لكم فيها منافع " بالتجارة والأسواق " إلى أجل مسمى " وهو الخروج من مكة . وقيل : " لكم فيها منافع " بالأجر والثواب في قضاء المناسك . " إلى أجل مسمى " ، أي : إلى انقضاء أيام الحج . { ثُمَّ مَحِلُّهَآ } أي : منحرها ، { إلى ٱلبَيْتِ ٱلعَتِيْقِ } ، أي : منحرها عند البيت العتيق ، يريد أرض الحرم كلها ، كما قال : { فَلاَ يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ } [ التوبة : 28 ] أي : الحرم كله . وروي عن جابر في قصة حجة الوداع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " نحرتُ هاهنا ومِنَى كلها منحر فانحروا في رحالكم " . ومن قال " الشعائر " المناسك ، قال : معنى قوله : " ثم محلها إلى البيت العتيق " أي : محل الناس من إحرامهم إلى البيت العتيق ، أي : أن يطوفوا به طواف الزيارة يوم النحر .